بقلم : عزيز عقاوي
أخي وصديقي، ورفيقي ، مصطفى ،
شهيد حافلة الموت ؛ اللعينة !
لن أنسى هذا اليوم اللعين مهما حييت: يوم الإثنين 5 يونيو 2017.
لن أنسى مهما حييت، دخولي إلى مستودع الأموات لأول مرة في حياتي، وأنا ابحث بين الجثث المتناثرة على الارض ، عن جثة أخي رفيقي وصديقي مصطفى!
كم تمنيت ألا اعثر عنك هناك ! و يا لمكر الزمان، وغدر الأيام، أبحث عن اخي ورفيقي وصديقي بين الجثث، أو عفوا بين أشلاء الجثث ! وهو المتيم بحب الحياة ، المبتسم ،المتفائل ، الطافح بالأمل السرمدي..!
لقد أحسست بشعور رهيب غريب في نفس الآن، احسست وكأنني أفرغت من الداخل ،أحسست بثقب غائر في كينونتي ، كرهت نفسي، وكل شيئ حولي !
ما عساني أقول لزوجتك سليمة التي تنتظرني أمام الباب الرئيسي !؟ أأصارحها بالحقيقة ؟ ومن أين لي بهذه الشجاعة إن كنت أنا بنفسي لم أصدق ولا أريد ان أصدق ما رأيت: انك غادرت الديار ! ؟
فقط أمس البارحة إلى حدود منتصف الليل، كنا معا وكان الرفاق ، نناقش هموم الوطن ،ومستقبل البلاد ومهامنا كمناضلين كما العادة، وعبرت لي عن أسفك لعدم الحضور مع الرفاق ببني ملال احتجاج الأحد، وتفائلك المعتاد بمستقبل الحركة التقدمية والديمقراطية بالبلاد. ..
اعذرني رفيقي سأنتهي عند هذا الحد لان عيناي الممتلئتان بالدموع تمنعاني من الكتابة … فرغم التعب والأرق والساعة التي تشير الآن إلى الرابعة والنصف صباحا لم أجد إلى النوم سبيلا …
نم مطمئنا قرير العين، ولترقد روحك الطاهرة بسلام …!