الرئيسية » كلمة الموقع : نضال حركة المعطلين في ظل واقع البطالة والهشاشة الاجتماعية

كلمة الموقع : نضال حركة المعطلين في ظل واقع البطالة والهشاشة الاجتماعية

كتبه user B

كلمة الموقع

   تعتبر البطالة نتيجة حتمية لنمط الإنتاج الرأسمالي، وهي أيضا شرط لوجوده ذلك أن هناك مصلحة مزدوجة تحققها الرأسمالية من وجود هذا الجيش الاحتياطي حسب تعبير ماركس. فهي من ناحية تمده بما يحتاج إليه دوما من يد عاملة بغض النظر عن معدلات نمو السكان. ومن ناحية أخرى لأن البطالة التي يمثلها هذا الجيش الاحتياطي هي وسيلة ضغط شديدة في يد الرأسمالية لتجبر بها العمال وعموم الشغيلة على قبول الاضطهاد واللعب بمستويات الأجور.

   ومنه فإن البطالة هي أحد الجوانب “الطبيعة” للرأسمالية، بعتبارها نظام ينتج – يستغل العمال – بحسابات الربح ، وليس بحسابات مصلحة جموع البشر.

   وفي المغرب تعتبر السياسات النيوليبرالية المملات من الدوائر المالية الدولية التي تنفذها تحت مسمى “الإصلاح الاقتصادي” – هي السبب الرئيسي وراء مضاعفة محنة الجماهير العاملة. فكلما امتدت السياسات النيولبيرالية إلى مجالات جديدة إلا وتؤدي إلى تصاعد معدلات البطالة. وهذا دليل كافي على أن مصلحة الجماهير العاملة تتناقض بشكل جذري مع مصلحة أصحاب رؤوس الأموال.

   فباستمرار النظام في الإجهاز على القطاعات الاجتماعية وتقليص الاستثمار العمومي وتنصل الدولة من مسؤوليتها الاقتصادية . يتعمق الوضع الكارثي المادي للشبيبة المغربية، والذي يطبعه التراجع والتهميش وإعدام الكرامة، وتعميق البطالة.

   ولمقاومة هذا الوضع الكارثي ولمواجهة البطالة التي تسارعت نسبتها وسط صفوف الشباب/ات تشكلت اللبنة الأولى لحركة المعطلين بالعديد من المناطق عبر لجان محلية لإطلاق نقاش عميق حول أهمية تأسيس إطار وطني يلف كافة المعطلين، توجت بميلاد الجمعية الوطنية لجملة الشهادات المعطلة بالمغرب بتاريخ 26 أكتوبر 1991. التي تميزت بكونها إطار يحظى بشرعية تاريخية وتجربة نضالية، مكنته من بناء تصور للنضال ضد البطالة على أساس مبادئ التقدمية والديمقراطية والجماهيرية والاستقلالية. بالرغم مما تعانيه من معيقات لعل ابرزها عدم قدرتها لاستيعاب مختلف شرائح المعطلين.

   لقد عاشت حركة المعطلين ولسنوات على واقع انقسامات نضالية وتنظيمية حادة فيما بين الجمعية الوطنية والمجموعات والتنسيقيات التي انتشرت مؤخرا بشكل كبير.

   فالمجموعات عاشت بدورها انقساما منذ تأسيسها، ظهرت من خلالها مجموعة المجازين ومجموعة الاطر العليا على حسب تاريخ التخرج 2010، 2011، 2012،.. فالأمر المقلق الذي لازم هذه المجموعات هو الضعف التنظيمي والأدبي الذي كان سببا وراء الانقسام وأيضا دون بناء وحدة نضالية أو تنظيمية.

    أما التنسيقيات التي انتشرت مؤخرا والتي تعبر في جوهرها عن أزمة حادة تعيشها الاطارات المناضلة في مجال العطالة حيث أنها موجودة في العديد من المناطق وتظل منحسرة في منطقتها مما يعرقل أي خطوة وطنية تهدف إلى جمع شتاتها.

   إن غياب أو ضعف القوى التقدمية المنظمة والقادرة على توحيد حركة المعطلين يظل المعيق الذاتي أمام نموها وتقدمها نحو تحقيق وحدتها وأهدافها فرغم تواجد عدد مهم من مناضلي الصف التقدمي في صفوف حركة المعطلين، ورغم المساهمات التي يقدمونها كأقراد في تحملهم المسؤولية بقيت مشاركتهم دون المطلوب.

   إن المدخل الأساسي للتقدم في بناء أسس قوية لحركة المعطلين وإعطائها بعد جماهيري كفاحي يكمن في دفع التيار الديمقراطي نحو المزيد من البروز وتحمل المسؤولية وسطها على أرضية برنامج ديمقراطي موحد، يتكون من:

1ـ البدائل الديمقراطية لحل أزمة التشغيل بالمغرب: منها التدابير الاستعجالية التي تتمثل في الإدماج المباشر في الوظيفة العمومية، إنشاء تعويض عن البطالة لا يقل عن الحد الأدنى للأجور. إطلاق سراح المعتقلين السياسيين. أما على المستوى المتوسط يجب إحداث قطيعة مع التفكير بمنطق المؤسسات المالية الدولية عبرحماية الإنتاج المحلي، إعادة الاعتبار للدور الذي تقوم به الدولة في مجال التنمية، القضاء على الفساد ومحاسبة المفسدين، في حين على المستوى الاستراتيجي بناء اقتصاد يعتمد على الذات من خلال الإنتاج الخاص بالاستهلاك الداخلي، معالجة معضلة البطالة انطلاقا من المبادئ الأخلاقية التي ترفض الفساد وهدر المال العام فلا بد من سيادة دستور ديموقراطي شعبي وقوانين تضمن العدالة والمساواة واحترام الحقوق العامة للدولة والشعب والحقوق الخاصة للمواطنين.

2ـ المداخل النضالية الكفيلة بفرض إعمال البدائل الديمقراطية:

– الوحدة التنظيمية لحركة المعطلين بالمغرب.

– تأسيس لجنة وطنية لتوحيد نضالات الحركة.

– تطوير الجبهة الوطنية الموحدة للبطالة.

– ربط نضالات الحركة بالنضال الجماهيري والنضال من أجل الديمقراطية والتحرر. ويتجلى هذا الربط بين المعطلين كفئة وسيطة وباقي الشبيبة التعليمية. خاصة الحركة الطلابية وتوجهها الديمقراطي. ثم نضالات التلاميذ في عدد من المدن والقرى نظرا لكون هاتين الفئتين تتقاسمان مع حركة المعطلين عددا من الخصوصيات، تتمثل في وضعية غير مستقرة وأيضا كونهما تعانيان اجتماعيا بسبب السياسات التعليمية الفاشلة للنظام، مما يجعل منها قوة ضاربة لصالح نضال الشبيبة عامة والنضال على واجهة البطالة والتشغيل والتعليم. إن نضال حركة المعطلين كحركة احتجاجية مطلبية جزء لا يتجزأ من نضالات الجماهير الشعبية وهي مساهم مهم باعتبارها حركة في قلب الشبيبة المغربية في التحرر من الاستغلال الرأسمالي.

قد تعجبك أيضاً

اترك تعليقًا