الرئيسية » عادل الوردي : إقليم الحوز بين الفقر والتهميش وقساوة الجغرافيا

عادل الوردي : إقليم الحوز بين الفقر والتهميش وقساوة الجغرافيا

كتبه user B

يعتبر إقليم أحد الأقاليم الجغرافية المشكلة لجهة مراكش آسفي حسب التقسيم الجهوي الجديد،كما يعتبر كذلك أحد أفقر الأقاليم وأكثرها تهميشا بالمغرب، يتكون هذا الإقليم من خمسة دوائر، وثلاثة مراكز حضرية، وسبعة وثلاثون جماعة قروية، بتعداد سكاني يبلغ حوالي 573.128 ،اقليم يغلب عليه الطابع الجبلي،إلا أنه تكالبت عليه عوامل الفقر والتهميش بالإضافة إلى قساوة الجغرافيا و التضاريس، في هذا الاقليم الممتد طولا وعرضا بمساحة  6612 كلم مربع تجد مستشفى وحيد و مركزين حضريين، و34 مستوصف صحي يأخذ من الصحة الاسم فقط، لكل هذه المئات الآلاف من السكان، وحيث الموارد البشرية محدوة بل ان بعض المستوصفات مقفلة حيث لا وجود طبيب او ممرضين او تجهيزات طبية، وحيث عدد الأطباء لا يتجاوز 57 طبيبا رئيسيا بالإقليم ككل، حسب الإحصائيات الرسمية.

في هذا الإقليم حيث يوجد 171 مؤسسة ابتدائية،و24 مؤسسة تعليم اعدادي، و12 مؤسسة تعليم ثانوي فقط للآلاف من التلاميذ والتلميذات، حيث الأقسام مكتظة رغم مايقال عن مدرسة الجودة وتكافؤ الفرص، في هذا الإقليم يمكن أن تجد إمرأة حامل تنقل على نعش إلى المستشفى،قد تضع في الطريق او قد تموت،او في احسن الأحوال ستعيش كابوسا قبل وصولها المستشفى، في هذا الإقليم يعيش السكان في أعالي الجبال مايسمى بالسبات الشتوي بعد سقوط الثلوج فيحاصرون داخل اكواخهم وقراهم النائية، زادهم الوحيد ماجمعوه إبان صيف، في هذا الإقليم قد تقطع الامطار والفيضانات الطريق عن الأطفال المتوجهين فرعياتهم البئيسة التي لم تسلم من عوائد الزمان والنسيان، وقد تسقط الفيضانات قنطرة ككل سنة ليتم ترقيعها في انتظار فيضان جديد، في هذا الإقليم حيث كل سنة كارثة يا اما فيضانات وادي اوريكة، او كارثة بإمليل ،او حادثة مميتة بطريق الموت تيزنتيشكا.

في هذا الإقليم اكثر من 50 بالمئة من اليد العاملة النشيطة تشتغل خارج الاقليم نظرا لفرص الشغل المنعدمة، وحيث الشباب يعاني البطالة سواء حملة الشواهد او حملة السواعد، هنا قد تجد مجازا يبيع السجائر بالتقسيط او مجازا عون سلطة في أحسن الأحوال، وحيث تجد عون سلطة لا يجيد القراءة والكتابة، في هذا الإقليم الغني بثروته المائية قد تجد مدشرا أو قرية أو حتى مركزا حضريا يعيش خصاصا مهولا في الماء الصالح للشرب او انقطاعا متكررا له خصوصا في فصل الصيف، وحيث يقطع الأطفال والنساء أميالا لجلب المياه، في هذا الاقليم الغني والمتنوع بمناظره الخلابة ومراكز الجذب السياحي حيث لا يستفيد من مداخيل السياحة اللهم الفتات، حيث لا فنادق مصنفة ولا طرق بمواصفات جيدة، ولا سياسة سياحية منصفة، في هذا الإقليم حيث تجاور الفيلات الدور الطينية، حيث لا قنوات تصريف السائل، لا برامج اعادة الهيكلة ذي جودة ومنصفة، ولا طرق لفك العزلة بمعايير معقولة، في هذا الاقليم حيث لا سياسة صناعية ولا أحياء صناعية ولا معامل او مصانع تنتشل الكم الهائل من الشباب العاطل من براثن العطالة القاسية، في هذا الإقليم الممتد حيث خمس دور شباب فقط لساكنة اكثر من نصفها تتراوح اعمارهم بين 15 و50 سنة.

في هذا الاقليم حيث تجد برلمانيين ومنتخبين يتكررون دون إعطاء الإضافة المرجوة حيث لا سياسات تنموية ولا برامج استثمارية تنتشل الإقليم من بؤسه، وحيث روائح الفساد تفوح من بعض المسؤولين المحليين الذين كل ما قدموه لهذا الاقليم النهب والإغتناء غير المشروع، وملفات بعضهم لدى المحاكم، في هذا الإقليم حيث يستنزف الملك الغابوي ،وتستغل الأراضي ويهجر سكانها تحت يافطة مشاريع لم يرى منها السكان سوى التهميش والاستغلال البشع، في هذا الإقليم حيث عمال النظافة والأعوان المتعاقدين مع الجماعات المحلية يشتغلون في ظروف حاطة بالكرامة ودون الحد الأدنى للأجور ، دون تغطية صحية، ودون ضمان إجتماعي، في هذا الإقليم حيث الكل يتفرج على الوضع صامتا إلا القلة القليلة، وحيث الحقوق مسلوبة والكرامة فالحضيض، وحيث تدوينة فايسبوكية قد تجرك للمحاكمة وللسجن أيضا، خلاصة القول الإقليم عنوان للفقر والتهميش، للفساد للنهب وكل انواع الإقصاء، والتوزيع اللاعادل الثروة.

قد تعجبك أيضاً

اترك تعليقًا