كان فصيل الطلبة القاعديين (الكراس) أول من أوضح بالتحليل الملموس( في بيانه في أكتوبر 1992 في الذكرى الأولى للهجوم المسلح للإسلاميين والذي إستشهد فيه بومالي المعطي سنة 1991) الإرتباط السياسي الوثيق بين العنف وتأبيد الحضر العملي على أوطم ، وأن الهجوم المسلح كان هدفه المركزي تدمير كل مكاسب الحركة الطلابية على صعيد تقدمها الهائل والمرير من أجل إسقاط مخطط الحظر العملي على أوطم. وبالملموس كان الهدف السياسي للهجوم هو إطباق الحصارعلى اللجان الإنقالية وتدميرها خاصة وأن هذه اللجان كانت على موعد مع تشكيل مجلس وطني للتنسيق يضع الحركة الطلابية على أبواب عقد مؤتمرها مما كان يعني إنتصارا ساحقا وإسقاطا مدويا للحظر العملي على أوطم.
وإذا كان الهدف السياسي التكتيكي المباشر لمخطط النظام هو تدمير اللجان الإنتقالية وقطع الطريق أمامها للتقدم في عقد المؤتمر، فإن المخطط كان له بعد إستراتيجي طويل المدى، يتمثل هدفه المركزي في إعطاء بعد جديد وخطير لمخطط الحظر العملي من خلال تفجير كل التناقضات الداخلية للحركة الطلابية وجعل الإقتتال الداخلي أساسا لتأبيد الحظر العملي ومنع إسترجاع أوطم. هذا المخطط أفضى عبر سنوات إلى تمزيق إستثنائي للحركة الطلابية وإلى رفض إستعادة أوطم وترسيم بديل عن أوطم يتمثل في الفصيل الطلابي هذا أو ذاك، وخوض الحروب من أجل السيطرة ، وهذا هو المضمون الجديد لمخطط الحظر العملي على أوطم الذي يشكل العنف والإقتتال أحد أسلحته المشبوهة وتشكل عدد من الفصائل أدواته التنفيذية بوعي بهذه المهمة القذرة التي تنخرط فيها أو بدون وعي.
تكرس المضمون والآليات الجديدة والمتجددة للحظر العملي على أوطم منذ النصف الثاني من تسعينات القرن الماضي ، وأدت الحركة الطلابية أثمانا باهضة نتيجة لذلك.
ولا زالت مقاوتها لهذا المخطط لم تبلغ مداها لإسقاطه وفرض إسترجاع أوطم.