الرئيسية » النضال الشبيبي، أي دور؟ – رفيق المهداوي

النضال الشبيبي، أي دور؟ – رفيق المهداوي

كتبه saad mertah

  إن فشل السياسات العمومية في تدبير مختلف مناحي الحياة، والرتب المتؤخرة التي يحتلها المغرب في مجال التعليم والصحة ومؤشر التنمية البشرية وحقوق الإنسان وفي مجال الديمقراطية…. تشكل الأساس المادي للنضال الشبيبي في مختلف جبهات النضال من أجل وطن الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية ووطن يتسع للجميع.

  إن وعي الشباب المغربي بأن واقع الفقر والهجرة والبطالة وكل أشكل الإقصاء والتهميش ليس بقدر محتوم بل هو نتاج لسياسات ممنهجة تهدف الى توسيع الهوة بين من يملك ومن لا يملك وإغناء الغني وتفقير الفقير، وذلك بإنزال مجموعة من المخططات الطبقية في مختلف القطاعات الإجتماعية خاصة القطاعات التي تهتم بالشباب (التعليم ، التشغيل، الرياضة …) عبر سن مجموعة من القوانين الرجعية والتراجعية كقانون الإطار 17.51 وقانون التعاقد…. وأمام هذا الواقع عرف الفعل النضالي الشبيبي السياسي والنقابي والحقوقي والطلابي تناميا بهدف تقديم بدائل ملموسة لأوضاعهم والتعبير عن مطالبهم العادلة والمشروعة والتصدي لكل ما يحاك من مخططات في حق ابناء وبنات الشعب.

   وقد لعب الشباب المغربي دورا رياديا في حركة 20 فبراير عبر الإنخراط الفعلي في الحركة والمساهمة في إنتشارها وتوسعها على مستوى المدن والقرى، وفي كل أشكال التعبئة والتأطير وتحمل المسؤولية في اللجن الوظيفية ومشاركته في كل أشكالها النضالية من وقفات ومسيرات، إضافة إلى التواصل المباشر أو عن طريق وسائل التواصل الإجتماعي مع الجماهير الشعبية إما لشرح مطالب الحركة أو حثها على المشاركة وتقديم كل أشكال الدعم والمساندة للحركة المجيدة التي حملت أمال التغيير وإسقاط الفساد والإستبداد، كما قاد الشباب المغربي مجموعة من الإحتجاجات في عدة مناطق (اوطاط الحاج – زاكورة – الريف – جرادة….) إحتجاجا على غياب البنيات التحتية وانعدام فرص الشغل وغياب المرافق الصحية والمؤسسات التعليمية، كما هو الشأن لحراك الريف حيث قاد شباب المنطقة الحراك لأزيد من سنة والحفاظ على سلميته وتسطير ملف مطلبي متكامل، ولخير دليل على دور هو أن معظم المعتقلين على خلفية الحراك هم شباب.

   كما ساهم النضال الشبيبي في تأجيج الصراع مع النقيض الطبقي المتجسد في النظام المخزني والطبقات الملتفة حوله في مختلف الجبهات، بحيث تستمر نضالات أوطم من أجل تحسين الظروف المادية والمعنوية للطلبة ورفع الحظر العملي وتوحيد نضالات الحركة الطلابية في أفق إعادة بناء أوطم وتجذير الوعي الطبقي بقضية التعليم لدى أوسع الجماهير الطلابية والتصدي لكافة المخططات الطبقية في ميدان التعليم ( المخطط الاستعجالي – الرؤية الاستراتيجية – قانون الإطار…) وهنا نستحضر النضالات البطولية لطلبة الطب والصيدلة والإنخراط المبدئي لبعض الفصائل الطلابية في معركة إيقاف مصادرة المقر المركزي لأوطم، كما ساهمت حركة المعطلين من موقعها المتميز في حركة الصراع، وفي مقدمتها الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب بتجذير الوعي الطبقي بقضية البطالة وفضح كافة السياسات اللاوطنية اللاديمقراطية اللاشعبية في ميدان التشغيل (إلغاء الإدماج المباشر ، التوظيف بالعقدة…) من خلال برامجها الإشعاعية وأشكالها النضالية محليا جهويا ووطنيا وإلتحامها اليومي بالجماهير الشعبية المنتفضة بسبب غلاء المعيشة وفواتير الماء والكهرباء.

   كما لعبت شبيبة الأحزاب الديمقراطية والتقدمية وفي طليعتها شبيبات اليسار الديمقراطي وعلى رأسها شبيبة النهج الديمقراطي أدورا أساسية في الحركات والأشكال النضالية المختلفة المناهضة للعولمة والرأسمالية والتطبيع مع الكيان الصهيوني، إضافة الى التضامن الأممي ودعم القضية الفلسطينية، والنضال ضد غلاء المعيشة والخوصصة وإقتصاد الريع وكل أشكال الفساد السياسي والإقتصادي.

   وأمام صحوة النضال الشبيبي ومساهمته في رفع وتيرة الإحتجاجات، عمد النظام المخزني إلى التضييق وقمع النضال الشبيبي عبر إستمرار فرض الحظر العملى على النقابة الطلابية أوطم وحرمان الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب من القانونية وحرمان مجموعة من الاطارات الشبيبية من وصل الايداع القانوني ومنعها من إستعمال القاعات العمومية لتنظيم أنشطتها وحرمانها من الدعم العمومي ومنع مخيماتها الصيفية (amdh – شبيبة النهج الديمقراطي – جمعية أطاك…)، كما عمد أيضا النظام إلى خلق شبيبة موازية مرتبطة بمشروعه النيوليبرالي (حركة الشباب الملكي ، ما يسمى بجمعية الدفاع عن المقدسات والثوابت الوطنية ….) هدفها التهليل والتصفيق لكافة المخططات التي تهدف إلى الإجهاز على مجموعة من المكتسبات التاريخية، وممارسة أعمال البلطجة والعنف في حق المناضلين الشرفاء، والتشويش على الأشكال النضالية التي تقودها الجماهير الشعبية برفع الأعلام وصور الملك.

نشر هذا المقال في جريدة النهج الديمقرطي عدد 352

قد تعجبك أيضاً

اترك تعليقًا