الرئيسية » كورونا.. فرصة لتجاوز الرأسمالية – أيمن عويدي

كورونا.. فرصة لتجاوز الرأسمالية – أيمن عويدي

كتبه saad mertah

يعرف العالم اليوم أزمة وبائية جد معقدة بسبب وباء كورونا المستجد، والذي ظهر في جمهورية الصين الشعبية ليتفشى في باقي دول المعمور كالنار في الهشيم، حيث يمكن تصنيفه الأخطر بين الأوبئة التي ضربت البشرية في العقدين الأخيرين من انفلونزا الطيور, الخنازير , وايبولا .

هذا الفيروس الذي اجتاح العالم اليوم يمكنه ان يشكل انعطافا مهما في مسار التاريخ، حيت بين بالملموس محدودية النظام العالمي وعجزه البنيوي عن التعامل مع الأزمات والكوارث الطبيعية والبيئية لأنه يملك في داخله مسببات هذه الازمات .

دروس وعبر من كورونا

– إن أهم الدروس المستفادة من هذا الوباء العالمي هو أنه استطاع ان يكشف عورة النظام الرأسمالي في شموليته، حيث عجز عن فعل أي شيء ينقد به آلاف من البشر، وإذ نظرنا سريعا لطريقة تعامل الدول الرأسمالية وفي طليعتها الامبريالية المركزية ‘الولايات المتحدة الامريكية ‘ سنجد ان الإجراءات المتخذة من طرف الإدارة الأمريكية مقيتة في مسألة التضامن المحلي والدولي وتشديد العقوبات على الشعب الإيراني الذي يعاني من فقر في الوازم الطبية الا متال على ذلك .

– ان الدول التي أسست لرأسمالية السوق جعلت من جميع الخدمات الصحية تجارة ذات منفعة خاصة تعود للمستثمر وخوصصت قطاعاتها الحيوية قد بينت اليوم على ضعفها ومحدوديتها في إدارة الأزمة لأن قطاعاتها مبنية على الربح كإيطاليا مثلا. بينما في الصين الدولة التي استطاعت محاصرة الوباء حيث اغلب المؤسسات الصحية حكومية هدفها تقديم الخدمة وليس المكسب، وهنا نجدها الخدمات الحكومية دائما تكون كبيرة ومرنة تستطيع الاستجابة في حالات الضرورة القصوى، لأنها تخضع لإدارة الدولة، وإدارة القرار السياسي، كما أنه ليس مصادفة أيضا ان نجد دولة مثل كوبا التي صمدت كالطود الشامخ وأفشلت كل المحاولات الامبريالية لإسقاط ثورتها ترسل مساعدات وأطباء الى الدول والشعوب المتضررة من هذا الوباء.

ما بعد كرونا

ما نشهده اليوم من خلال وباء كورونا مؤشر على تهالك الرأسمالية، فانهيار البورصات العالمية وتقطع التجارة العالمية المترابطة وسيادة الانتهازية بين الدول الرأسمالية يبين بالملموس ضرورة انتهاج الاشتراكية كضرورة إنسانية لحل مشاكل المجتمعات البشرية حيث ستكون تبعات الاستمرار على نفس النهج ما قبل كورونا اكثر كارثية مما رأينا حتى الآن ولن تستطيع شعوب العالم تحمل تكاليفها .

قد تعجبك أيضاً

اترك تعليقًا