اذا كانت وسائل الانتاج هي التجسيد المادي للرأسمال في عملية الانتاج وهي تنقل فقط قيمتها للبضاعة ولكنها لا تنتج لوحدها أي شيء. لكي تنتج لا بد من عامل آخر جوهري، وهو الذي ينقل جزءا من ذاته انه ينقل قوة عمله أي بنقل ذاته وروحه عبر استعمال وسائل الانتاج. انه العاملة والعامل انها قوة العمل.
في عهد كورونا وعندما تتلوث وسائل الانتاج تتحول الى خطر داهم على قوة العمل وبمجرد ان ينتقل الفيروس من وسيلة الانتاج الى العاملة او العامل تفقد وسيلة الانتاج اية قيمة وتصبح مشلولة. فالعامل المصاب بالفيروس من جراء عمله في هذه الظروف الملوثة واستعماله هذه الوسائل الملوثة يكون قد انفق آخر قوة عمل تركها له الفيروس ونقلها الى المادة او الخدمة التي انتجها ومعها فائض القيمة. إنها اذا عملية اعدام لقوة العمل ومعه يموت الرأسمال نفسه ويتحول الى خردة ومتلاشيات او حفنة من الفلوس لا تصلح لأي شيء.
بهذا يكون فيروس كورونا قد كشف هذه العلاقة القوية والتي بدونها لن يكون هناك انتاج ولا حياة للرأسمال. وهي علاقة العامل بوسائل الانتاج ودوره المركزي بل دون العامل الذي ينقل ذاته في كل دقيقة من عملية العمل، يقدم وينفق قوة عمله فلا قيمة للرأسمال وحتى لا وجود له بالمعنى العلمي.