الصفحة الرئيسية زووم كلمة الموقع : في ذكرى انتفاضة ماي 1968 الشبيبية

كلمة الموقع : في ذكرى انتفاضة ماي 1968 الشبيبية

كتبه user B

في ذكرى انتفاضة ماي 1968 الشبيبية

       بالإضافة الى فاتح ماي (اليوم الاممي للطبقة العاملة) وذكرى النكبة الفلسطينية، لا يمكن أن يمر شهر ماي من كل سنة دون ذكر أيضا انتفاضة مايو 1968، هاته الانتفاضة الشبابية بامتياز شكلت هزة في مختلف مناحي الحياة الفرنسية، الاجتماعية والثقافية، والسياسية، والفلسفية، والتربوية، والفنية، والتحررية، كما كان لها صدى في بلدان القارة العجوز وفي كثير من مناطق العالم.

   هكذا اندلعت انتفاضة 68 من الجامعات إلى الأحياء الشعبية ومن الأحياء الشعبية إلى العمال ثم من العمال إلى الفنانين والمثقفين العضويين فقد استطاعت الخروج من الجامعة والانتشار في جميع قطاعات المجتمع، إذ نجحت الحركة بشكل مذهل بالالتحام بالمطالب الاجتماعية والسياسية لملايين الفرنسيين.

فهذه الحركة الشبابية قادتها الشبيبة التعليمية والمؤطرة بالفكر الاشتراكي الخلاق من أجل التحرر من مجتمع الاستهلاك، مجتمع استلاب وتسليع الانسان، ومن أجل مجتمع المساواة مجتمع قادر على خلق شروط الابداع.

هذه الحركة التي ذكرت ايضا الجميع بالمفهوم الحقيقي للاشتراكية، باعتبارها مستقبل الإنسانية، هي السعادة والتطور والرخاء، كما شكلت أيضا ثورة فكرية على الجمود الايديولوجي الذي ساد في النصف الثاني من القرن العشرين محولا الفكر الى عقيدة جامدة تقتصر على الدعاية السياسة.

   هذه الحركة التي أكدت أيضا من هم الحاملين الموضوعيين للبديل الاشتراكي، هم شباب (بالإضافة للعمال والكادحين والنساء) فنظرا لأن الحركة كانت مؤطرة بالفكر الاشتراكي فكان من الطبيعي أن يكون من طلائعها هم الشبيبة المناضلة على اعتبار أن الاشتراكية كانت ولازالت تعني أنها فعلا شباب العالم حسب تعبير المناضل الراحل أبرهام السرفاتي، فصحيح أن الشبيبة لا تشكل طبقة اجتماعية بالمفهوم الماركسي لكن هذا لا يعني طمس كون الشبيبة الفقيرة والمضطهدة لها حاجيات خاصة تتعرض لعدم الإشباع من طرف النظام الاقتصادي والاجتماعي الرأسمالي. ولهذا اعتبر الماركسيون أن الشبيبة هي تلك الصفيحة الحساسة للصراع الطبقي فنظرا لامتلاكهم روح الكفاحية والاندفاع والتضحية الثوريين والإصرار على الذهاب إلى أبعد مدى. وهي خصائص ضرورية لانتصار الاشتراكية، وهذا ما أكدته انتفاضة 68 المجيدة بكل ما يحمله الوصف من روعة.

  لكن ماذا تغير منذ الوقت إلى الآن، ما تغير هو أنه النظام الرأسمالي ازداد بشاعة وبؤسا خصوصا في مرحلته الحالية (مرحلة الشيخوخة) مما أدى موضوعيا إلى اندلاع العديد من الانتفاضات التي كانت الشبيبة الكادحة هي مفجرها الرئيسي في مختلف بلدان العالم منددة بالقمع والتهميش والخوصصة، لكن ما تغير أيضا هو أن هاته الانتفاضات لا تستحضر بقوة كما في السابق البديل الاشتراكي، لا تستحضر أهمية التنظيم الذاتي والعمل السياسي المنظم وبأن التناقض بين تطلعاتها في التحرر وإشباع حاجاتها و بين منطق الرأسمالية هو تناقض عدائي لن يتم حله إلا في إطار مجتمع جديد يضع الإنسان في أولى أولوياته، وهنا يظهر عملنا اليوم إذ يجب أن التركيز على الدعاية و العمل وسط الشباب وابداع اشكال جديدة لتنظيمها تراعي تطورات هذه الفئة المجتمعية لحثها على التنظيم باعتباره الضامن الوحيد لمراكمة التجربة وكسب الخبرة لدى القوى المناضلة ولدى الجماهير في صراعها مع عدوها الطبقي.

لنتعلم من ثورة ماي 1968 ولننتقدها ونطورها أيضا.

لا اشتراكية دون شبيبة حاملة ومحتضنة لها.
ولا شبيبة سعيدة مستقرة حرة مبدعة دون اشتراكية.

قد تعجبك أيضاً

اترك تعليقًا