59
شهد العالم في الآونة الأخيرة تحولا جذريا أعاد تشكيل الهوية السياسية مع الثورة الرقمية، وكانت الأخيرة السبب المباشر في بروز فاعل اجتماعي جديد قلب موازين النضال الكلاسيكي، مما قطع الصلة بالمؤسسات وأنماط الاحتجاج التقليدية. فعلى سبيل المثال، برزت على المستوى العالمي منذ سنة 2010 موجة من الاحتجاجات الرقمية التي جمعت بين الفعل الميداني والافتراضي، بدءا من “الربيع العربي” مرورا بحركة “حياة السود مهمة” وصولا إلى “Me Too”. وما يميز هذه الحركات هو تقاطع الذوات الفردية مع الجماعية داخل فضاء افتراضي متحرر من القيود المؤسساتية التقليدية، في بيئة تتسم بالسيولة واللامحدودية، ما أحدث تحولا عميقا في طبيعة الكينونة الاجتماعية.
المقالة السابقة
“أطروحات للبيع”… فضيحة السوق السوداء تهز الجامعات المغربية
المقالة التالية
