الصفحة الرئيسية • وجهة نظرأقلام وآراء الشبيبة كورونا والموجة الثانية للسيرورة الثورية – أدم روبي

كورونا والموجة الثانية للسيرورة الثورية – أدم روبي

كتبه saad mertah

إن وباء كورونا الذي يفتك بالعالم اليوم قد جاء في ظل وضع اقتصادي يعاني خلاله النموذج المجتمعي الرأسمالي الحالي الاهتراء والإفلاس، وهذا ما يوضح عجزه عن تقديم سياسات وبرامج اقتصادية وسياسية واجتماعية مقنعة وقادرة على تحسين وضع الملايين من الشعوب الجائعة، تضمن عيشها الكريم وقوتها اليومي، وحرية تعبيرها واختيارها الديمقراطي، واحترام كرامتها وإنسانيتها.

لقد اقتنعت الشعوب قاطبة في الفترة الأخيرة بأن السبيل الوحيد لخلاصها هو النضال يدا في يد نحو مجتمع تسود فيه قيم الحرية والانعتاق. فهكذا عبرت الموجة الثانية من السيرورات الثورية للربيع الديمقراطي بمنطقتنا عن أمل متجدد لشعوب المنطقة، حتى تتحرر من قبضة النهب الرأسمالي لخيراتهم وثرواتهم.

وبالرغم من كل محاولات الإمبريالية وعملائها تصفية هاته المقاومة الشعبية والالتفاف عليها، وتنصيب نفسها باعتبارها بديل عن الفوضى وتوهيم الشعوب بأن الحل يتمثل في الرضوخ للقمع وتكميم الأفواه والتخلي عن الحقوق والمكتسبات، وتثمين العمالة والخيانة لكل القضايا العدالة وفي مقدمتها قضية شعبنا الفلسطيني الأبي عبر صفقة القرن.

إن انتفاضات شعوب السودان والجزائر والعراق ولبنان هي بمثابة نداء لكل الشعوب العربية والمغاربية للنضال ضد القهر الاقتصادي والسياسي والاجتماعي. نداء مستمر وله راهنيته قبل وبعد جائحة كورونا، ومن يلاحظ هاته الانتفاضات والأشكال الجديدة التي اتخذتها عبر إبداع الشعوب كل بطريقته في كل المناحي والمستويات، سيقتنع لا محالة بأن الحجر الصحي أو الطوارئ أو الخسائر البشرية في هذه المرحلة، لن يستطيع أن يُنسي هذه الشعوب حجم الدمار والخراب الذي لحقها من طرف المستغلين، ولن تستطيع الأنظمة إيهامهم بعد الآن.

فمن المؤكد بأن المشاعر الثورية التي أبانت عليها هاته الانتفاضات ستصبح أكبر أمام عجز الرأسمالية عن معالجة هذه الجائحة التي تفتك بأرواح الآلاف من المُضطَهدين عبر العالم. كما أنها تأكيد على ضرورة التضامن والتلاحم والاقتناع بأننا في أمس الحاجة على أن نكون مع بعضنا البعض كشعوب نتشارك المعاناة والفقر والظلم والإقصاء السياسي للقضاء على الجائحة المعاصرة الأكبر، جائحة الوحش الإمبريالي.

#من_يدفع_ثمن_كورونا

قد تعجبك أيضاً

اترك تعليقًا