340
سأحاول بشكل مختصر أن أناقش بعض المواضيع التي صادفتها في مجموعة من صفحات التواصل الاجتماعي أو الجرائد الالكترونية و سأقسم هذه المقالة الى موضوعين:
1 – تعاطي الدولة بقيادة البرجوازية الكمبرادورية مع الفيروس :
حيث أسرعت البرجوازية الكمبرادورية للمساهمة المادية من أجل التصدي لهذا الوباء الذي ينتشر بسرعة كبيرة، دون أي مبادرة هامة مثل توفير معدات طبية متقدمة أو القيام بتحاليل الكشف لأغلبية أبناء وبنات الشعب. في نفس السياق تسارعت كل مؤسسات الدولة للقيام بحملات تحسيسية لا تتجاوز في جوهرها مطالبة الشعب بالالتزام بالحجر الصحي دون مراعاة وضعهم الاجتماعي، و كذلك فرض حالة الطوارئ وتسخير الأجهزة القمعية لممارسة كل أشكال العنف و الترهيب من أجل فرض قرار الدولة ( عدم الخروج الا للضرورة) . إن هذا الاستنفار التي قامت به الدولة يعبر بالملموس على فشل سياساتها النيولبرالية سواء على مستوى قطاع الصحة، وهنا نستحضر تصريح رئيس الحكومة السابق (بنكيران) الذي قال: “حان الوقت كي ترفع الدول يدها عن الصحة و التعليم”.
إن دعم القطاع الخصوصي وترك القطاع العمومي يتخبط في المشاكل (غياب ادنى شروط الصحة، غياب أجهزة الكشف، أماكن غير نظيفة …) أدى بالملموس لهلع الدولة واعترافها بشكل مباشر أن وضعية قطاع الصحة بالبلاد لن يحتمل هذا الفيروس لذلك على الشعب ان يتحمل مسؤوليته و أن يساهم بشكل محوري في الحد من انتشار هذا الوباء.
2- تعاطي الشعب مع المشكل و مع قرارات الدولة:
إن الشعب المغربي خصوصا الطبقة العاملة وعموم الكادحين/ات والفئة المثقفة عبرت عن وعي ملحوظ بالموضوع و خطورته وعن وعيها كذلك بضرورة محاصرة الوباء والعودة لنقاش وضعية قطاع الصحة بعد الانتصار على الوباء، إذ نحي تضحية العديد من العمال و الكادحين بقوتهم اليومي من أجل المصلحة العامة. وفي نفس الوقت هناك فئة مهمة لم تنصاع للتوصيات وأكملت حياتها بشكل عادي ضاربتا بذلك قرارات الدولة عرض الحائط، وقد تعرضت هذه الفئة لهجوم سواء من الوسائل الإعلامية وبعض الناس الاخرين وتم اتهامهم بالعديد من التهم التي لا يمكنني ان أذكر منها غير تهمة الجهل لأنها تعبر بالملموس عن فشل الدولة في قطاع التعليم و في إنتاج جيل واعي و منظم قادر على تحليل الواقع والخروج بخلاصة أن الامر خطير لا يمكن تفاديه إلا بالبقاء في المنزل، هذه الفئة التي سهرت الدولة ساعات وأيام و سنوات دون نوم من أجل انتاجها عن طريق تعليم لا شعبي يُنتج شعبا أنانيا لا يفكر سوى في نفسه وهنا نستحضر أحداث الأسواق المكتظة التي عرفت هجوما كبيرا من طرف الشعب لاقتناء مستلزمات كثيرة دون التفكير في الاخرين. ناهيك عن الفقر و القمع الذي يعيش فيه أبناء الشعب المغربي مما جعلهم لا يخافون الوباء فهم في حياتهم العادية معرضون للخطر وكل أفكارهم تلمس فيها المغامرة و الخطر (الهجرة السرية، الانتحار، المخدرات … ).
خلاصة :
- وباء كورونا المستجد عرى و بشكل ملموس النظام الراسمالي عالميا حيث لم تستطع أي دولة احتواء الوباء و محاصرته.
- ضرورة دعم العلوم و الابتعاد عن دعم الأمور الميتافيزيقية التي لا تصنع سوى شعب مُطبع مع الواقع وغير قادر على اجاد حلول علمية للازمات
- لحجر الصحي هو الحل الوحيد في المرحلة لكن وجب دعم كل العمال وعموم الكادحين/ات والمساهمة معها لتقوية الحس التضامني و العيش للجماعي.
- ضرورة المساهمة كتقدميين وتقدميات في رفع الوعي الشعبي والتصدي للأفكار التي كرسها النظام، بعيدا عن الهجوم على أبناء وبنات الشعب وقمعهم بالكلمات دون مراعاة وضعيتهم الاجتماعية والنفسية.
- تهييئ الشروط لمعركة بطولية شعبية ضد السياسات النيولبرالية التي اتبثت فشلها الآن أكثر من اي وقت آخر.