الصفحة الرئيسية قضايا وطنيةنساء بهيجة زوهري تكتب بدون رتوش عن المرأة المغربية

بهيجة زوهري تكتب بدون رتوش عن المرأة المغربية

كتبه chabiba

بقلم: بهيجة زوهري    

    انا امرأة تنتمي لبلدة في شرق المغرب المنسي الاقسى على أبنائه والعصي عن الفهم في أحايين والفاضح المدوي حد "الشوهة" في أحيان أخرى. في هذه البلدة كما في مدن وقرى كثيرة تخضع النساء لتصنيفات ومعايير وضوابط كثيرة دقيقة فضفاضة وضيقة في ان واحد تتعدد التناقضات وتتداخل بكل اريحية دون أدني شعور بالخجل او الشيزوفرنية. الصنف الأول طبعا هن ربات البيوت وطبعا تحت هذا الصنف تنضوي أصناف أخرى، وتذكرني دائما قولة تنضوي هذه بالنقابات لحصرية استعمالها لها ربما، هذا الصنف حسب تقسيمات الذكور والعقلية الذكورية التي لا تصدر بالضرورة عن الرجال بقدر صدورها عن المرأة نفسها.

     قلت ان ربات البيوت طبعا الصنف الأول من الصنف الأول المطيعات لأزواجهن والمنتجات للأطفال وحبذا لو كانوا ذكورا، واللواتي تنتمين للعائلات المصنفة التي تتوارث فيها العفة وبنات "الأصل"، وكان الامر يتعلق بسلالات من الخيول ذات العرق النقي لا تشوبها شائبة الانفلاتات والانقلابات والفتن. طبعا هناك أصناف أخرى كفروع كاللواتي تخرجن للتبضع والمتبرجات منهن وصاحبات مستوى دراسي من عدمه وصاحبات ثروة اما موروثة او متراكمة لا يهم المصدر. هؤلاء في نظر المجتمع نساء صالحات مستورات لا يكشفن اعراضهن المصونة باي شكل من الاشكال حتى وان تبرجن يبقين في خانة المحصنات.

    الصنف الثاني هن "الموظفات" لقب يطلق على التي تشتغل خارج البيت حتى وان لم تعتلي سلك الوظيفة العمومية المهم انها تخرج "للخدمة" وهذه «الخدمة" ضمنيا هي خدمة رجال اخرين عوض السيد أي الزوج، يراها كل الناس وتركب في وسائل النقل يوميا مع الرجال حتى وان صادف واشتغلت هذه المرأة مع النساء فقط وركبت مع النساء فقط تبقى انها تعرض نفسها صباح مساء للرجال وفي متناول الرجال لان في نظرهم من هي في متناول الاعين هي لا محالة في متناول اليد. وان زوجها بشكل مبطن ان كانت متزوجة قد سمح ضمنيا للآخرين بتقاسمها معه ولو بالنظر. هؤلاء النساء هن أسفل من المحصنات وفوق بقليل "العاهرات". تلوكهن الالسن ليل نهار لكنهن في العلن وامام الأضواء مرغوبات الدخل المادي مستحبات المظهر الانيق الشهي ومدعاة للتفاخر المغرق في النفاق. يخطب الرجل ودها كل يوم لحاجة في نفسه قد تكون مالا او مظهرا او إرضاء للغرور او هكذا بدون سبب معين لان فهم عقلية الرجل في المجتمعات المتخلفة يكاد يكون ضربا من الخيال. ويتهمها بالإهمال والتقصير ليس هو فقط بل كل المجتمع حتى وان كانت هذه المرأة اية في التفاني و "ربوتا" في البيت والة لا ينضب عطاءها تظل محط اتهام … الصنف الثالث هو قد حسم في امره مع المجتمع من زمان وقطع شعرة معاوية منذ الازل وكشف عن وجهه دون طلاء او مساحيق للتضليل او حتى للتخفيف، يصفها المجتمع ب "العاهرة" بشكل ضارب لقواعد اللغة بشكل بهلواني لأنها مفردة تستعمل للمؤنث فقط اما الرجل قاصدها او مستغلها او أي شكل من التعاطي فلا اسم له في لغتنا اطلاقا على أساس اننا إذا سميناها "عاهرة" فالأجدر ان نسمي شريكها "عاهرا".

    هذا الصنف ليس ضرورة يطلق على بائعات الهوى او فتيات الليل بل على كل امرأة تحمل شبهة تحرر. كل امرأة لا يعرف المجتمع "أصلها" و"فصلها" كل امرأة ترفض العادات كل امرأة تكفر بالوصاية وتشهر سيف التمرد وكل امرأة لا تستجيب لمعايير الذكورة ولا تعطي إتاوة الطاعة ولا تقيم صلاة الشكر للمجتمع. الصنف الرابع الذي ظهر في حين غرة عن انشغالات حراس المعبد الاوفياء هن النساء المناضلات وهؤلاء في نظر المجتمع، الذي لا يصرح باي تصنيف لأنه عجز عنه، أشر من كل صنف وأخطر من كل جنس هن وريثات الشيطان والفتنة الموبوءة القادمة بالهلاك.

    في نظرهم نحن واسمحولي ان أشرك نفسي ولو بقولة أحدهم "كل حقه ان حمار جده قد مر من هنا " شرذمة من الغرب ،وثمرة الكفر، ونار الفتنة، وحاملات لواء الهلاك. نحن سبب دخول جهنم ،وسبب خروجهم من جنة الحور. نحن من نوقظ اوجاع اليتيمات ليحتجن على من يكفلنهن، ونحن من نململ الجواري حتى ينهضن عن افخاذهم، ونحن من كنا اشد كفرا ونفاقا من "العاهرات" . النساء المناضلات يبقين في الأضواء رسولات من البلور المصفى ونبيات من زمن "المنتظر" يقضين على الاستغلال وينشرن العدل، نحن في الأضواء الكاشفة وصالونات الصحافة الدولية نبراس من الهدى ،وايقونات يقتدى بنا. لكن عندما تنطفئ الأضواء تتساوى جميع النساء.

قد تعجبك أيضاً

اترك تعليقًا