165
موضوعات حول البلترة
من أجل التقدم في مهمة بناء حزب الطبقة العاملة
يونس سالمي
” إن الماركسية هي إيديولوجية الطبقة العاملة ويجب أن تعمل على تحويل الفلاحين والمثقفين إلى فلاحين ومثقفين بذهنية بروليتارية “
ظلت مسألة بلترة التنظيمات الثورية محط نقاش ايديولوجي وسياسي على طول التجربة التاريخية للحركة الشيوعية العالمية ، إن طرح هذه المسألة – أي البلترة– كانت لها شروطها المادية التي تجد جذورها في احتداد الصراع الطبقي في لحظات معينة وبروز بعض التعبيرات الفكرية و السياسية وسط هذه التنظيمات تعبر عن مصالح منافية لمصالح للطبقة العاملة على شكل خطوط انتهازية سواء اتخذت شكلها اليميني أو اليسراوي.
إن مهمة فتح النقاش الأيديولوجي و السياسي و التنظيمي من أجل بلترة التنظيم والتقدم في مهمة بناء حزب البروليتاريا المغربي تعتبر إحدى المهام العاجلة التي لا تتطلب التأجيل تحت أي مبرر ، لكن لا يجب أن يتوه هذا النقاش في العموميات أو على مستوى الإطار النظري بل يجب عليه أن يكون نقاشا ملموسا وفق خصوصية المغرب ووفق تطور الصراع الطبقي .
فما المقصود بالبلترة ؟ وماهي مداخلها الأساسية؟ وما هي المعايير التي يمكن من خلالها الحديث عن حزب يمثل أو لا المصالح الحقيقية للطبقة العاملة ؟ فهل يكفي الحديث عن تحول البنية الاجتماعية للحزب حتى يمكن أن نسميه حزبا بروليتاريا ؟ أم أن المسألة لها وجوه متعددة أخرى… إننا لا ندعي امتلاك الإجابة لجل هذه الأسئلة الحارقة، بقدر ما نطرحها للتفاعل الرفاقي قصد تحليلها وتركيبها بما يخدم المشروع الذي أطلقه النهج الديمقراطي : بناء حزب الطبقة العاملة وعموم الكادحين .
لقد أفنى الشيوعيين- ات المغاربة حياتهم على مر 47 سنة من أجل تأسيس وبناء حزب الطبقة العاملة وخاضوا صراعات مبدئية فكرية و سياسية من أجل ابداع المداخل للتقدم في انجاز هذه المهمة ، لكن واقع الحال يؤكد الفشل الدريع في انجاز مهمة بناء الحزب ، إن هذا الفشل مرده بالدرجة الاولى في اعتقادنا الى نظرة ميكانيكية طغت على تفكير الثوريين و الثوريات لمسألة حزب الطبقة العاملة ، دون أن ننسى أن هذه الصراعات انتجت لنا رصيدا فكريا وسياسيا غنيا في تحديد طبيعة التغيير في المغرب والقوى الطبقية الرئيسية لهذا التغيير والعدو الرئيسي لهذا التغيير… الى غير ذلك من الموضوعات الغنية التي شكلت الخط السياسي والفكري العام للنهج الديمقراطي .
إن مضمون هذه النظرة الميكانيكية يتمثل في الأساس بمحددات حزب البروليتاريا ، التي تقول أنه لا يمكن الحديث فعلا عن حزب عمالي دون ان يشكل العمال- ات قاعدته الاجتماعية ، والحديث عن العمال طبعا ، هو حديث عن الجذور الطبقية بالدرجة الأولى ، فهل هذا التحديد سليم ؟ من البديهي أن الطبقة العاملة تشكل الأساس المادي لظهور الحزب البروليتاري في أي بلد ، لكن ذلك لا يجب أن يفهم أن العمال وحدهم دون غيرهم من يجب أن يؤسس الحزب ، فلينين يعتبر أن الحزب هو جزء من الطبقة العاملة وطليعة لها يسير في مقدمة الطبقة ويقودها دون إنابة في النضال ضد مستغليها ، ويؤكد كذلك أن كون الحزب حزبا عماليا سياسيا حقا أو لا ، أمر لا يتوقف عما إذا كان مكونا من العمال فقط ، بل كذلك على من يقوده وعلى مضمون أعماله وتكتيكه السياسي ، وهذا الاخير في نظر لينين وحده من يحدد ما إذا كان أمامنا حزبا سياسيا للبروليتايا حقا . فماركس وإنجلز لم يكونوا عمال وقد كانوا على رأس عصبة الشيوعيين نفس الحالة بالنسبة للحزب البلشفي الذي أسسه مناضلين من طبقات اجتماعية مختلفة ، غير أن ما جعل منهم ” عمال واعيين ” هو تكريس حياتهم لخدمة مشروع الطبقة العاملة بغض النظر عن أصولهم الطبقية والفئوية .
|
1905 |
1916 |
العمال |
58.6 |
63.8 |
الفلاحون |
3,8 |
8.3 |
المستخدون |
32 |
23.9 |
عناصر اخرى |
5.6 |
4 |
المصدر : ماهو الحزب ؟ بوغايف |
فلنتمعن في البنية الاجتماعية للحزب البلشفي بين سنتي 1905 و 1916 ( النسب بـ % من مجموع الحزب ) مع العلم ان مجموع العمال في روسيا حوالي 3 مليون عامل من أصل 100 مليون وفق احصائيات لينين في كتابه ” تطور الرأسمالية في روسيا “
غير أن هذا الواقع نجده مختلفا تماما في بلدان اخرى ، فالبنية الاجتماعية للحزب البروليتاري تتماشى مع الخصوصيات الاقتصادية لكل بلد ، فلنعطي مثالا عن الصين التي كانت تشكل فيها الطبقة العاملة مليون ونصف من أصل 427 مليون مجموع السكان ، وكيف إنعكس ذلك على البنية الاجتماعية للحزب الشيوعي الصيني ، وهي احصائيات تعود لسنة عقد المؤتمر الثامن للحزب في 1956 أي بعد مرور 35 سنة عن تأسيس الحزب
العمال |
1.502.814 مليون |
14 % من مجموع الحزب |
الفلاحون |
7.491.459 |
69% من مجموع الحزب |
المثقفون |
1.255.923 |
11% من مجموع الحزب |
فئات اخرى |
558.188 ألف |
5.2% من مجموع الحزب |
تقييم عمل ماو تسى تونغ- الحزب الشيوعي الثوري الشيلي – يونيو 1979 |