178
يعيش قطاع التعليم، منذ مدة طويلة، على إيقاع نضالات نقابية متعددة يغلب عليها الطابع الفئوي. لكنها نضالات مشتتة ومعزولة بمعنى أنها لا تحضى بدعم ملموس من طرف باقي الفئات فبالأحرى باقي القطاعات المنقبة وعموم الشعب الكادح ويسهل بالتالي قمعها. ولهذا السبب، لا تؤدي هذه النضالات إلى انتصارات حاسمة بل في أحسن الأحوال إلى انتزاع مكتسبات جزئية، ما عدا بعض الحالات القليلة، مثل المعلمين العرضيين ومن بعدهم منشطي التربية غير النظامية. غير أن بعض الأسباب الرئيسية لتفشي الفئوية الضيقة هي بالضبط نواقص واختلال العمل النقابي العام وخاصة قدرة القيادات النقابية لأغلب النقابات على التأطير والتكوين وخوض نضال نقابي وحدوي حازم وطويل النفس. على أن مثل هذا النضال الذي من المفترض أنه يلف جميع الفئات تحت راية ملف مطلبي واحد، ازداد صعوبة منذ أصبح الاقتطاع من أجور المضربين/ات سلوكا ممنهجا، أي منذ حكومة بنكيران الأولى. صحيح أنه لدينا تنسيق خماسي، وهو شكل وحدوي مهم، لكن يشقه تناقض ليس بالهين بين القطب النقابي اليساري المكون من الجامعة الوطنية للتعليم/التوجه الديمقراطي والنقابة الوطنية للتعليم/كدش والقطب الآخر المكون من طرف باقي النقابات التعليمية التابعة لكل من الامش واعشم وفدش.هذا التناقض يكبح ويفرمل ويعيق تقدم النضال الوحدوي نحو مستويات عليا تمكن من إحراز النصر بخصوص قضايا ومطالب كبرى. من جهة أخرى نعتقد أن الإدارة ليس لها ما تقدمه ويعني هذا أن وتيرة التوتر وحدته مرشحتان موضوعيا للتفاقم. هذه هي الوضعية فما هو التكتيك المناسب إذن؟
انطلاقا من هذه المحددات، نقترح للنقاش العمومي، العناصر التالية المكونة لما نعتبره تكتيكا سديدا في الفترة اللحظة الراهنة بقطاع التعليم، علما أن العديد من هذه العناصر قد يصلح لقطاعات أخرى:
معاد الجحري
يعيش قطاع التعليم، منذ مدة طويلة، على إيقاع نضالات نقابية متعددة يغلب عليها الطابع الفئوي. لكنها نضالات مشتتة ومعزولة بمعنى أنها لا تحضى بدعم ملموس من طرف باقي الفئات فبالأحرى باقي القطاعات المنقبة وعموم الشعب الكادح ويسهل بالتالي قمعها. ولهذا السبب، لا تؤدي هذه النضالات إلى انتصارات حاسمة بل في أحسن الأحوال إلى انتزاع مكتسبات جزئية، ما عدا بعض الحالات القليلة، مثل المعلمين العرضيين ومن بعدهم منشطي التربية غير النظامية. غير أن بعض الأسباب الرئيسية لتفشي الفئوية الضيقة هي بالضبط نواقص واختلال العمل النقابي العام وخاصة قدرة القيادات النقابية لأغلب النقابات على التأطير والتكوين وخوض نضال نقابي وحدوي حازم وطويل النفس. على أن مثل هذا النضال الذي من المفترض أنه يلف جميع الفئات تحت راية ملف مطلبي واحد، ازداد صعوبة منذ أصبح الاقتطاع من أجور المضربين/ات سلوكا ممنهجا، أي منذ حكومة بنكيران الأولى. صحيح أنه لدينا تنسيق خماسي، وهو شكل وحدوي مهم، لكن يشقه تناقض ليس بالهين بين القطب النقابي اليساري المكون من الجامعة الوطنية للتعليم/التوجه الديمقراطي والنقابة الوطنية للتعليم/كدش والقطب الآخر المكون من طرف باقي النقابات التعليمية التابعة لكل من الامش واعشم وفدش.هذا التناقض يكبح ويفرمل ويعيق تقدم النضال الوحدوي نحو مستويات عليا تمكن من إحراز النصر بخصوص قضايا ومطالب كبرى. من جهة أخرى نعتقد أن الإدارة ليس لها ما تقدمه ويعني هذا أن وتيرة التوتر وحدته مرشحتان موضوعيا للتفاقم. هذه هي الوضعية فما هو التكتيك المناسب إذن؟
التكتيك السديد يجب أن يمكن من التجاوز الجدلي للأعطاب المشخصة أعلاه وأن يكون منسجما مع استراتجيتنا فيما يتعلق بالعمل النقابي وبالتالي يجب أن ينشد
1) الوحدة النقابية (الوحدة النضالية على درب الوحدة التنظيمية)
2) الوحدة في النضال باعتباره الوسيلة الوحيدة لانتزاع الحقوق وصون المكتسبات
3) أن يصب في بناء أدوات التغيير الثوري في بلادنا أي الجبهة الشعبية الموحدة وحزب الطبقة العاملة وعموم الكادحين.
انطلاقا من هذه المحددات، نقترح للنقاش العمومي، العناصر التالية المكونة لما نعتبره تكتيكا سديدا في الفترة اللحظة الراهنة بقطاع التعليم، علما أن العديد من هذه العناصر قد يصلح لقطاعات أخرى:
– الحفاظ عل التنسيق الخماسي والعمل على تطويره دون تردد من طرف مناضلينا خاصة وأنه لا توجد في الظروف الراهنة نقابة تستطيع خوض المواجهة بمفردها وفي نفس الوقت يلزم العمل على عزل العناصر والاتجاهات المقربة من الإدارة.
– اعتبار التنسيق بين الجامعة الوطنية للتعليم/التوجه الديمقراطي والنقابة الوطنية للتعليم/كدش تنسيقا امتيازيا يحضى بالأولوية وتطويره ليرقى لمستوى تحالف نقابي متين. انه هدف عظيم يستحق التضحية ويتطلب الصبر والتواضع الثوري ونبذ الحلقية وغيرها ووضع خطة مناسبة لأنه يضع اللبنات الأولى والأساسية للوحدة النضالية على طريق الوحدة التنظيمية المنشودة.
– في نفس الوقت، بدل أن تغرد كل فئات بمفردها، لا نرى ما الذي يمنع من أن تنسق فيما بينها وخوض معارك متزامنة فهذا يشكل ضغطا وعبئا متزايدا على الإدارة وقد يجبرها على التفاوض وطبعا يعد هذا تجاوزا ايجابيا مؤقتا لضعف العمل النقابي الوحدوي والمكافح.
– إسناد شكل الإضراب الحالي (الإضراب العادي الذي يصطدم بسلوك اللامبالاة فضلا عن الاقتطاعات من الأجور) بأشكال أخرى من الإضراب حسب مستوى الحركة النضالية ونضجها (إضراب التباطؤ، الإضراب القصير والمتكرر، الإضراب الدائري، الإضراب التضامني، الإضراب عن الطعام للمسؤولين النقابيين مثلا…)
– إعادة الاعتبار للأساليب النضالية التي أبدعتها الحركة العمالية عبر العالم وعلى رأسها لجن الإضراب وحماة الإضراب وخلق صناديق للتضامن كأحد مقومات الصمود المادي في وجه الاقتطاعات من الأجور.
– التركيز على الفئات العمالية وهي كثيرة العدد وتتكون من عاملات وعمال الحراسة والنظافة والتغدية والنقل بالقطاعين العمومي والخصوصي وكذلك هيأة التدريس التي تعمل بشكل قار حصريا في التعليم الخصوصي كونها تشتغل في مجال التربية والمعرفة باعتبارهما سلعة والتركيز أيضا على الفئات التي تعمل بالعقدة باعتبارها أقرب وأوثق حليف للفئات العمالية (عمال التربية والتعليم)
مع الأسف الشديد، لم نعد نرى نقاشا أو نسمع صدى في بلادنا، لهذه الأنواع من الإضراب وأشكال المقاومة التي أثبتت فعاليتها في الميدان، وخير دليل على ذلك، المعركة الطويلة والبطولية التي تخوضها الطبقة العاملة والشغيلة الفرنسية حاليا، من أجل صيانة مكتسباتها في التقاعد. ونعتقد أن هذا التكتيك يتطلب عملا في العمق خاصة فيما يتعلق بالتكوين النقابي (تكوين أطر مكافحة ومدربة) وعلى مستوى التنظيم النقابي (تنظيم صلب ومتماسك يعيد الاعتبار للمسؤولية الجماعية والفردية وقيم الانضباط).
27 دجنبر 2019