لا يمكن الحديث عن ما يسمى بالتعليم عن بعد دون الحديث عن مختلف الفئات التي تستفيد من هذا التعليم، حيت إننا مؤمنين/ات ان التمدرس حق للجميع دون اسثتناء.. مؤمنون/ات بتعليم شعبي ديمقراطي مجاني وموحد داخل المجتمع المغربي.
وفي ظل الأزمة التي يمر منها العالم بصفة عامة والمغرب بصفة خاصة بسبب فيروس كوفيد 19″ كورونا” التجأت وزارة التربية والتعليم بالمغرب الى اقتراح وسيلة من أجل مواصلة الدراسة بطرق مختلفة.. ومنها ” التعليم عن بعد” هذا الإجراء فضح مدى هشاشة هذا القطااع والفوارق الطبقية المهولة، حيث ان الفئة التي تستفيد من هذا التعليم هي التي تتوفر على وسائل التواصل الاجتماعي وامكانيات لمواصلة ذلك “هواتف ذكية،حواسب، انترنيت” وهي نفس الشريحة التي تظهر على وسائل الإعلام الرسمية حتى يتأكد الشعب بأن عملية التعليم عن بعد على قيد الحياة.. دون إدراك مدى اقصاء لابناء الفقراء والمهمشين من هذا الحق وصمت المسؤولين عن ذلك..
إذ نجد الكثيير من ابناء الشعب لا يستطيعون توفير قوت يومهم لاشباع بطونهم وضمان استمرارهم بصحة جيدة..فكيف سيواصلون تعليمهم، فأغلب التلاميذ لا يتوفرون على هواتف ذكية وخصوصا الاناث سواء بالعالم الحضري او القروي.. وحتى الذين يملكون هواتف اغلبهم لا يملكون تكاليف توفير الانترنيت ولا يستطيعون تدبر امواله هذه المدة بأكملها.. وحتى المنصة الرقمية التي وضعتها الوزارة.. إن لم نقل شبه منصة فهي لا تتوفر عل تطبيق” يوتيب” من أجل استمرار الدروس لان اغلبها وضعت على شكل فيديوهات وليست “PDF” وحتى الاستاذ بدوره يعاني من هذا الأمر، اولا لأنه يصرف من ماله الخاص لاجل مواصلة الدروس وضمان نجاح العملية لطلبته وتلامذته.. حتى انهم يشتكون من عدم متابعة تلامذتهم للدروس وقلة انخراطهم في الدرس لعدم توفر امكانيات لذلك..
أبناء المهمشين والفقراء بعيدون كل البعد عن ما يسمى “بالتعليم عن بعد”. فهو في الحقيقة يعكس مفهوم” البعد عن التعليم”