الصفحة الرئيسية • وجهة نظرأقلام وآراء الشبيبة أشرف ميمون..الصراع المناطقي تعبير طبقي 

أشرف ميمون..الصراع المناطقي تعبير طبقي 

كتبه user B

أشرف ميمون

الصراع المناطقي والقبائلي او مراتبي حسب تعبير فيبر  هو تعبير عن طبيعة العلاقات الطبقية القائمة في ظل النظام الطبقي القائم وهي بتالي تمظهر متهالك و سلبي للإحتقان الطبقي مما يساعد الأنظمة الطبقية القائمة على إعادة إنتاج نفس العلاقات والحفاظ على وجودها ، ولهذا نرى البرجوازية الامبريالية حريصة على ديمومة ( الطائفية ) كنظام سياسي وأيديولوجي لسيطره البرجوازية الكولونيالية حسب تعبير الشهيد مهدي عامل ، إنطلاقا من هذا التأطير النظري البسيط ساتناول ظاهرة الصراع القبلي المتزايد مؤخرا .

تابع كل رواد منصات التواصل الاجتماعي في المغرب خلال الأيام القليلة الماضية حرب طاحنة استعملت خلالها كل أسلحة السب والشتم والإحتقار والعنصرية المتبادلة بين بعض ساكنة مناطق معينة في المغرب خصوصا بين الشمال و الوسط بين الريف و الوسط وبين الوسط وضواحيه ….الخ ، ومضمون هذه الحرب تلخصه العبارات التالية ( العروبية عمروا الدنيا ، العروبية ممربينشي ، العروبية مكيحترموشي وفي المقابل جبالة يا الحزقين ، كن مكينشي العروبية كاع متكلوا ، حنى لي كنصرفوا عليكم ….الخ ) ، كيف نفهم هذا الكم من الكراهية والعنصرية المتنامية بين المغاربة ؟ وهل هي جديدة ؟ ولمذا يعمل المخزن على الدعاية لها ؟

الإجابة على هذه الأسئلة كان لبدا لنا من الغوص في التاريخ المعاصر أي على الأقل في مرحلة الإستعمار العسكري المباشر وما نتج عنها من تقسيم كانت السلطة المركزية جزءا منه نموذج (تكالب المخزن والمستعمر على المقاومة المسلحة بالريف مولاي محند)، (المنطقة السلطانية و المنطقة الخليفية)، (الظهير البربري)، (الحركة الوطنية في الشمال والحركة الوطنية في الوسط والجنوب)، (تقديم وثيقة الإستقلال في المنطقة الخليفية 1943 و في الوسط يناير 1944)(سحق انتفاضة الريف 1958) …الخ من مظاهر التميز بين المنطقتين ، إذا نخلص من خلال التاريخ إلى دور المخزن والمستعمر في تجزيئ وحدة الشعب المغربي والإستفراد بمناطقه من أجل سحق كل الإنتفاضات وتعضيض الحكم ، بعد الإستقلال الشكلي واصل المخزن عمله ودوره في تزكية النزعات والزعرات المناطقية والعنصرية عبر تخصيص كل المناصب القيادية والإدارية والحساسة لأبناء العائلات النافذة ( الفاسي، البناني، …) حتى وظائف البسيطة  كالأمن وحراس السجن وووو كانت مخصصة بشكل شبه كلي لمحور الدار البيضاء الرباط سلا القنيطرة دونا عن باقي مغاربة الهامش ، إنتقل هذا التميز ذو الجدور التاريخية من الوظائف والإدارة إلى الإقتصاد حيث قام المخزن بإعادة توطين الصناعة بمحور القنيطرة الرباط والدار البيضاء وترك بعض المقاولات الصغير والمتوسطة بطنجة في مقابل محوها بشكل شبه كل من الشمال من الريف الى القصر الكبير ، هذا خلق لا تكافئ إقتصادي بين المنطقتين وتوزيع غير عادل للشغل، وتهميش عان منه سكان الشمال والجنوب وبعض الوسط على السواء ( المغرب غير النافع ) نهيك عن التمييز الثقافي و الفني الذي كان جليا في ميدان السينما و التلفزيون وكل هذا التميز كان تحت يافطت مركزية الدولة ،إذا كال هذه العوامل وأخرى لم يسعفن المجال إلى التطرق إليها سامت في ظهور نزعة مناطقية بل واتسعت مع امام المنطقتين وكأنك أمام شعبين للأسف الشديد وكل هذا تحت أعين المخزن  كيف يستفيد المخزن من مثل هذه النزعات ؟

عمل المخزن دائما وإلى اليوم على الحفاظ على هذه النزعة وتزكيتها في بعض الأحيان والدعاية لها في أحايين أخرى مثال ما يحدث اليوم ، و يرجع هذا أولا لكون المخزن يستفيد وبشكل سياسة من هذا الصراع الثانوي في جهض اي محاولات التغير تارثا عن طريق التخويف بصراع القوميات والمناطق ، وان المخزن هو ضامن هذا التوازن ، وان أي تغيير لن ينجح بسبب تناحر القوميات والمناطق ( جبالة و روافة و شلوح و صحراوة وووووو) هذه الفزاعة وعليه دعوة الكل للإستسلام للوضع الحالي والركون إليه لأنه ليس هناك بديل أفضل ، ثانيا هذا الصراع يسهل عملية عزل الحراكات وتخوينها واتهامها بالإنفصال والإستفراد بها ( حراك الريف مثلا) ، وقد عمل المخزن مؤخرا على الدعاية لها لتجاوز أزمته الخانقة ، وتمويه الصراع وتحويله إلى الجهة الخاطئة ، مع خلق متنفس التنفيس وفش الغليان وفرصة تفجير المكبوتة القهر والإستبدتد في وجه بعضهم البعض.

ما لا يعلمه المخزن أو يتجاهله هو أن هذه القنبلة العنصرية قد تنفجر في وجهه وتعصف بالأخضر واليابس ، كما أن تنامي العنصرية والنزعات الضيقة هو مؤشر على إحتداد الأزمات وتفاقمها ، أما عن بعض مظاهر السلوكات التي قد يراها البعض شادة والتي ترتبط باخلاق الفرد. الجماعة ففي تقديري أن المواطن المغربي بسلوكاته هو نتاج السياسات العمومية الفوضوية ولا وطنية والطبيعي ان ترى الفوضى في إختياراته وكذلك هو ضحية توزيع غير عادلة للتنمية المزعومة على علاتها، وفي الأخير ومع كل ما يمكن تسجيله من ملاحظات فلا يمكن تعميم هذه العنصرية المصطنعة على الجميع فمن المغاربة من يعونا جيدا بدورها السياسي ويعملنا على تقوية اواسر التضامن والتعاضد ، أحببت أن أختم بهذه العبرة من أحد الزعماء السياسيين الذي قد نختلف وقد نتفق حول مساره السياسي لا كن ماقاله في هذه العبارة متفق عليه ( قال بورقيبة للقذافي ذات يوم: “أن يثور عليك شعبٌ مثقف خَيْرٌ الف مرة من أن يثور عليك شعبٌ جاهل” واليوم أين تونس واين ليبيا ؟

قد تعجبك أيضاً

اترك تعليقًا