184
سفيان النوري
اتخذت الدولة المغربية كغيرها من البلدان مجموعة من التدابير الإحترازية لمواجهة فيروس كوفيد-19 ومن ضمنها توقيف التعليم الحضوري واستبداله بالتعليم عن بعد لإنقاذ الموسم الدراسي، معلنة عدة إجراءات، في هذا الصدد، كاعتمادها بعض المواقع الخاصة التي تتيح للتلاميذ والطلبة متابعة دروسهم أو بعض القنوات التلفزية كالرابعة والأمازيغية والرياضية. غير أن هناك جملة من الأسئلة التي تؤرق الرأي العام وأسر الفئة المتعلمة وكل متتبع لهذا الإجراء، وهي هل تتوفر الدولة المغربية أساسا على بنية تحتية وأجهزة معلوماتية وأطر وكوادر وبنية تأطير بيداغوجي تسمح لها باتخاذ هكذا اختيار؟ وهل هذا القرار الذي اتخذته الدولة في قطاع التعليم وتدافع عنه باستماتة كان مبنيا على دراسة لواقع التعليم ببلادنا وأهم الإشكالات والتحديات المطروحة عليه؟ أم كان كسابقه من القرارات فوقيا بيروقراطيا اتخذ بعيدا عن واقع المعنين من مؤطرين أساتذة وطلبة وتلاميذ وأولياء أمورهم ومجتمع؟ وما موقع الحركة الطلابية من هذه التدابير في قطاع التعليم العالي تحديدا؟
بداية ستتم محاولة تحديد مفهوم التعليم عن بعد، ثم ستتم مناقشة الأسئلة المطروحة لمحاولة الإجابة عنها انطلاقا من حزمة الإجراءات التي اتخذتها الدولة في القطاع.
التعليم عن بعد هو منهجية تستخدم فيها الوسائل التكنولوجيا والمعلوماتية (حاسوب، هاتف، فيديو، الطباعة، مراسلة…) باعتبارها وساطة لنقل المعلومة من طرف الملقي أو المعلم (…) إلى طرف آخر هو المتلقي أو المتعلم، وفي هاته الحالة لا يكون فيها المتعلم حاضرا جسديا في المؤسسة التعليمية (جامعة، مدرسة، معهد…) ويتلقى تعليما في منصة رقمية محددة، بحيث توجد مسافة مادية فاصلة بين هذين الطرفين أي المتلقي والملقي أو المتعلم والمعلم. ويستدعي قبل اعتماد أسلوب التعليم عن بعد من طرف الدولة أن توفر مجموعة من التدابير الإستباقية الأساسية والضرورية لكي يحقق التعليم عن بعد أهدافه المتوخات منه، سواء المتجسدة في التربية وغرس القيم الثقافية والإجتماعية والوطنية والإنسانية أو المتجسدة في اكتساب وتعلم المعارف والمهارات الأولية من أجل ولوج السوق الشغل؛ ومن بين التدابيرالإستباقية الأساسية والضرورية ما يلي:
-
التوفر على بيداغوجية وديداكتيك يتناسبان والتعليم عن بعد.
-
بنية تحتية تستوعب التغييرات الهائلة في مجال التكنولوجيا المعلومات.
-
إجراءات تنظيمية من قبيل تشكيل فرق من أساتذة ومعنيين وخبراء في هذا القطاع لإعداد المقرارات الدراسية المتعلقة بالتعليم عن بعد.
-
بناء وتدريب أطر وكوادر (أساتذة، معلمين، مدراء، موظفين وغيرهم ..كل حسب مجال اشتغاله)، متمكنة من التقنية وقادرة على إيصال المعلومة للمتعلم عن طريق التعليم عن بعد.
-
توفير المكتبات الإليكترونية وتجهيزها للمتعلم.
-
إنشاء جامعة إليكترونية للتعليم عن بعد.
-
توفير الأجهزة والأدوات الضرورية للمعلم وللمتعلم لمتابعة التعليم عن بعد وخلق تفاعلية بينهما.
-
توفير شبكة الأنترنيت للمتعلم وللمعلم على حد سواء وبالمجان …