الصفحة الرئيسية • وجهة نظرقلم ووجهة نظر عبد الفتاح كاموني يكتب عن حرية الفكر والتعبير

عبد الفتاح كاموني يكتب عن حرية الفكر والتعبير

كتبه saad mertah

عبد الفتاح كاموني

   أليس من حقنا أن نفكر بكل حرية؟ أليس من حقنا أن نعبر عن ما نفكر فيه علانية وبجرأة؟ ولنفترض أنكم اسكتم الأفواه، واعتقلتم الأجساد، هل تستطيعون قتل الفكرة؟

   كلما اشتد الخناق اشتدت الرقابة على الأفكار، وازداد عقاب الأفراد (المراقبة والمعاقبة). لكن ألم يعلموا أن الفكر لا يمكن اخضاعه لأي سلطة، وأن الفكرة لا يمكن سجنها او تعنيفها، او اخراسها؟ فالفكرة لا تواجه إلا بفكرة اقوى منها…. وسعيدة وزروال وزبيدة، ومصطفى وكمال وبن عيسى وبودا واسماعيل ومريم… أفكار لا تموت….

   كلما رأيت في بلدي أناسا يعتلقون بسبب تدويناتهم الخاصة، أو بسبب تعبيرهم عن مواقفهم علانية وبكل جرأة إلا ويزداد يقيني وإدراكي أن الدفاع عن حرية التفكير والتعبير من أولى الأولويات… وهو مدخل كل تغيير… فكل مواطن من حقه أن يعبر عن ما يفكر فيه شريطة أن لا يكون مضمون أفكاره أفكاره تحريض على الكراهية، والحقد، والقتل، فالمواطن الحقيقي هو الذي لا يمنع فكره عن التفكير خوفا أو رهبة…الخ…
لم يعد مقبولا في عالمنا اليوم أن نسمع أن فلان اعتقل بسبب تدوينة فايسبوكية، او فلان وضع تحت الحراسة النظرية، أو متابع في حالة سراح لأنه عبر عن موقفه بجرأة…

   وكلما سمعت أو وقفت على خبر من هذا النوع الا وعدت مهرولا إلى سبينوزا لأحدث مقارنة بين اوروبا القرن السابع عشر الميلادي 17م، ومغرب القرن الواحد والعشيرين..لأعرف موقعنا في مسار التاريخ، لا موقعنا الجغرافي، او مرتبتنا في التنمية…الخ.

   يقول سبينوزا في الفصل الأخير من كتاب اللاهوت والسياسة:
“… لو كان من السهل السيطرة على الأذهان مثلما يمكن السيطرة على الألسنة، لما وجدت أية حكومة نفسها في خطر، ولما احتاجت أية سلطة لاستعمال العنف، ولعاش كل فرد وفقا لهوى الحكام، ولما أصدر حكما على حق أو باطل، على عدل أو ظلم الا وفقا لمشيئتهم. ولكن الأمور لا تجري على هذا النحو … لأن ذهن الانسان لا يمكن أن يقع تحت سيطرة أي انسان آخر، إذ لا يمكن أن يخول أحد بارادته أو رغما عنه إلى أي إنسان حقه الطبيعي أو قدرته على التفكير وعلى الحكم الحر في كل شيء… “.
ص، 435.

قد تستطيعون قطق بعض الزهور، لكنكم لن تستطيعوا أبدا وقف زحف الربيع.
تصبحون على وطن.

قد تعجبك أيضاً

اترك تعليقًا