حملت السكرتارية الوطنية للعمل النسائي للنهج الديمقراطي، في بيان لها “نظام الحكم مسؤولية فاجعة الصويرة، وهو مسؤول أيضا عما آلت إليه اوضاع النساء عامة من فقر وتهميش وما يمارس ضدهن من استغلال واضطهاد “. كما أعتبرت السكرتارية الوطنية أن هذه ” المأساة عار على جبين النظام الذي أدخل البلد في نفق مظلم، حيث يصنف من أكثر البلدان التي تهرب منها الأموال وأوصلت المديونية إلى مستوى غير مسبوق “. وفي ما يلي نص البيان:
بيان السكرتارية الوطنية للعمل النسائي للنهج الديمقراطي حول فاجعة الصويرة
– فاجعة الصويرة نتاج دولة الفساد والاستبداد وعنف الاضطهاد المركب الذي يجعل النساء الفقيرات في العالم القروي في أسفل درك الحرمان وامتهان الكرامة.
– من أجل توحيد صفوف الحركة الديمقراطية وخلق جبهة قادرة على مواجهة ناهبي خيرات الشعب ومهربي أمواله.
– وجعل حد لمسلسل التجويع والتركيع الذي يمارس عليه.
بصدمة قوية وغضب شديد تلقينا في السكرتارية الوطنية للقطاع النسائي للنهج الديمقراطي خبر فاجعة جماعة سيدي بوعلام قرب مدينة الصويرة التي أزهقت بها، زوال اليوم، أرواح أكثر من 15 امرأة وجرح عدد آخر بسبب التدافع للحصول على مساعدات غذائية هزيلة توزعها إحدى الجمعيات الدينية بالمنطقة بمناسبة عيد الاستقلال؛ وأي استقلال هذا الذي يتم تخليد ذكراه ما بعد الستين بتوزيع حفنة من الدقيق للفقراء وتموت فيه الفقيرات من أجل الحصول عليها ؟
إن هذه المأساة لتبرز من جديد الوضع الكارثي الذي أوصلت إليه السياسات المخزنية البلد والمواطنين، ومستوى البؤس والفقر الذي ترزح تحته النساء خاصة في العالم القروي. كما تعكس الوضعية المزرية التي تعيشها النساء المغربيات بسبب التهميش والتمييز والهشاشة التي تعاني منها نساء مناطق شجرة الاركان من استغلال بشع لمعارفهن المتوارثة دون أي اعتراف بحقوقهن التاريخية في الغابة ومحيطها، وتوضح جشع السياسة الاقتصادية المتبعة من طرف النظام المخزني والذي لن ينتج عنه سوى مزيدا من الفقر والتفقير والأمية والعطالة الذي يكتوي بنارها عموم الكادحين والنساء منهن بشكل أشد.
إن هؤلاء الضحايا من فقيرات هذا البلد ــ الذي استنزفت المافيات المخزنية قدراته وأجهزت على ثرواته التي يجب أن ترصد للتنمية ورفاهية الإنسان وحقوقه ــ كن وأبناؤهن ضحايا الحرمان من التعليم ومن الشغل ومن الغذاء ومن الحدود الدنيا من الكرامة الإنسانية، وهن اليوم ضحايا أقسى أصناف العنف الذي هو انتهاك الحق في الحياة، عنف الدولة، عنف الاستبداد والفساد، عنف الاضطهاد المركب الذي يجعل النساء الفقيرات في العالم القروي في أسفل درك الحرمان وامتهان الكرامة.
هكذا، بتقديم أرواح 15 امرأة من الأمهات والأرامل المكافحات من أجل لقمة عيش لهن ولأسرهن، تستقبل الدولة المغربية اليوم العالمي لمناهضة العنف الموجه للنساء. ولن يخجل المسؤولون في مواصلة خطاباتهم حول حقوق المرأة وحماية النساء من العنف ومغرب الاستثناء، وبلد الاستقرار، والنموذج المغربي والأوراش الكبرى، واستراتيجيات النهوض بالنساء، وغيرها من الخطابات التي ينفضح يوما بعد يوم، ومأساة بعد مأساة، التناقض الصارخ بينها وبين واقع المعاناة المتزايدة للنساء وحالة التخلف والانحطاط الذي أغرقت فيه البلاد.
ففي الوقت الذي يتحدث فيه الجميع عن مشروع القانون الخاص بحماية النساء من العنف، تستمر الدولة المغربية في ممارسة أشد أنواع العنف على النساء، العنف الاقتصادي الذي تتفرع عنه مختلف أنواع وأشكال العنف الأخرى. عنف لن تصده المساطر والأليات الحمائية المطروحة في القانون، لأنه عنف سياسي ممنهج، تذهب ضحيته كل الفئات المسحوقة وعلى رأسها النساء، عنف أجهز على أسمى حق من حقوق الإنسان ألا وهو الحق في الحياة، عنف جعل ــ بفعل السياسات الطبقية السائدة ــ من الحقوق الأولية والأساسية صدقة توضع بين أيدي من يستغلها من مختلف الجهات، وفي مقدمتها تجار الدين الذين يتقنون استغلال فقر الناس لاستعمال المساعدات والصدقات لتكريس وضعيتهم وجعلهم جيوشا احتياطية طيعة وسهلة الاستقطاب.
إننا في السكرتارية الوطنية إذ نتقدم باحر التعازي والمواساة لعائلات الضحايا، فإننا:
ــ نحمل كامل المسؤولية لنظام الحكم في ما نتج عن فاجعة الصويرة من وفيات وجرحى، كما نحمله المسؤولية عما آلت إليه اوضاع النساء عامة من فقر وتهميش وما يمارس ضدهن من استغلال واضطهاد.
ــ نعتبر هذه المأساة عارا على جبين النظام الذي أدخل البلد في نفق مظلم، حيث يصنف من أكثر البلدان التي تهرب منها الأموال وأوصلت المديونية إلى مستوى غير مسبوق.
ــ نعبر عن إدانتنا الصارخة للسياسات الطبقية للنظام التي أغرقت البلد في الديون، ورمت بملايين أبناء وبنات الوطن في براثين الحاجة والعوز.
ــ ندعو إلى توحيد صفوف الحركة الديمقراطية وخلق جبهة قادرة على مواجهة ناهبي خيرات الشعب ومهربي أمواله وجعل حد لمسلسل التجويع والتركيع الذي يمارس عليه.
ـ نوجه نداء إلى الحركة النسائية المناضلة لبذل المزيد من الجهد لتأطير النساء الفقيرات والمنتميات للمناطق المهمشة ليشكلن القوة الضاربة ضد سياسات الاضطهاد والاستغلال والتمييز والتهميش التي تسحقهن.