الرئيسية » في ذكري اغتياله.. ولازال طيفه يفزع العدو – أيمن عويدي

في ذكري اغتياله.. ولازال طيفه يفزع العدو – أيمن عويدي

كتبه saad mertah

وديع حداد قيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ولد عام 1927 في مدينة صفد، كان أحد مؤسسي الجبهة الشعبية وقبلها حركة القوميين العرب، هو ورفيق دربه د.  جورج حبش

  ولد وديع حداد في مدينة صفد في عام 1927 وبحكم تواجد والده في مدينة حيفا سيتمم تعليمه الاولي في هذه المدينة، وفي عام 1948 ونتيجة النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني اضطر للهجرة من وطنه ولجأ مع عائلته إلي مدينة بيروت حيث استقر بها، وفي هذه الأثناء التحق وديع بمقاعد الدراسة في الجامعة الأميركية في بيروت ليدرس الطب.

  وهنا ارتبطت أواصر عدد من طلاب الجامعة على تأسيس حركة سياسية جامعة مؤطر بالفكر الوحدوي هدفها قومي عروبي ذات أبعاد إنسانية نبيلة. وكانت المجموعة التأسيسية مؤلفة من جورج حبش ووديع حداد وصالح شبل (من فلسطين)، وهاني الهندي (من سورية)، وأحمد الخطيب (من الكويت)، وحامد الجبوري (من العراق) وحمد الفرحان (من الأردن) ولم يكد العام 1965 يطل حتى كان هؤلاء وغيرهم قد أسسوا حركة القوميين العرب.

تاريخه النضالي

   بعد تخرجه من كلية الطب غادر مع رفيقه جورج حبش الى الأردن، وافتتحا عيادة هدفها معالجة اللاجئين. وقد اعتقل في نيسان 1957 بعد الانقلاب على حكومة سليمان النابلسي، وأمضى ثلاث سنوات في سجن الجفر الصحراوي، ثم استطاع ان يهرب الى سورية في سنة 1961.

  تولى موقعاً قيادياً في “جمعية العروة الوثقى”، ولاحقاً في “حركة القوميين العرب” وثم “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”. منذ التأسيس تولى الدكتور وديع حداد مهمات قيادية أساسية جداً في الجبهة، حيث أسندت له مهمتان رئيسيتان هما المالية والعمل العسكري الخارجي. وأثبت من خلالهما قدرات قيادية وعملية، حيث جسد شعار “وراء العدو في كل مكان”.

   هزيمة 1967، دمرت كل الحواجز، ولم يعد هنالك ما يخسره القوميون سوى مرارة الهزيمة وجرى نقاش تبنى فيه جمال عبد الناصركليا ضرورة إشعال الكفاح المسلح بكافة أشكاله، وكان لوديع حداد الدور الأساسي في المتابعة العملية للتعاون ودعم مصر للكفاح المسلح وللجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بشكل خاص، وأمضى وديع حداد بين دمشق والقاهرة أياما منهكة لترتيب التدريب ونقل السلاح والاعداد للقتال، وقد اتسم نشاطه أيضا في قيادة عدد من الخلايا في مختلف دول العالم، من الأرجنتين الى جنوب افريقيا مرورا باليابان وفرنسا… وكان وراء عمليات خطف الطائرات الشهيرة ومنها الطائرة لاندسهوت الألمانية.  

استشهاده والسير على نهجه

  في 28 مارس عام 1978 في ألمانيا الشرقية اشيع ان وديع توفي بمرض السرطان، ولكنها بعد 28 عاما اعترفت إسرائيل مؤخرا وعن طريق أحد ضباط مخابراتها الذي كتب جزءا من حياته الاستخبارية بإنها اغتالته بدس السم له في الشيكولاتة البلجيكية التي كان من الصعب الحصول عليها انذاك في بغداد مقر اقامته، فقام خبراء الموساد بإدخال مادة سامة بيولوجية تعمل ببطء إلى كمية من الشوكولاته البلجيكية، ارسلوها إلى حداد بواسطة عميل عراقي.

  في الأخير لا يسعنا الا ان نقول للوديع الفلسطيني الراحل، الذي صنع مجد الفدائي الأول وعزز قيم الولاء والوفاء للشعب والوطن، وجعل الفدائي رمزا للقواعد والبنادق والنضال ولجيل التحرير، أن الحرب مع الصهاينة لازالت مستمرة مادام شعبنا مشردا ومشتتا وبعيد عن أرضه ووطنه ومادام الاحتلال موجودا في فلسطين التي أنجبت وديع حداد وكل شهداء النضال الوطني الفلسطيني الطويل, وان لوائك لازال مرفوع من سوريا و فلسطين مرورا بالبنان واليمن وباقي الأقطار ولازال الاحرار في كل البقاع يرددون مقولتك الشهيرة “وراء العدو في كل مكان”.

قد تعجبك أيضاً

اترك تعليقًا