365
عقدت شبيبات اليسار الديمقراطي المكونة من شبيبة النهج الديمقراطي وشبيبات فيدرالية اليسار الديمقراطي (الشبيبة الطليعية، حركة الشبيبة الديمقراطية التقدمية ومنظمة الشباب الاتحادي) اجتماعا لمكاتبها الوطنية، وبعد تدارسها للوضع الدولي والإقليمي والوطني :
فعلى المستوى الدولي والجهوي: يأتي هذا الاجتماع في وقت يحتدم فيه الصراع بين أقطاب الإمبريالية العالمية، حول المواقع الجيو–استراتجية، والذي يترجم على أرض الواقع في الهجوم الإمبريالي المستمر على شعوب العالم خصوصا بالشرق الأوسط وإفريقيا. كما يأتي أيضا في ظل احتدام الصراع العربي – الصهيوني، الذي لا زالت اعتداءاته على الشعب الفلسطيني الباسل وعلى أراضيه مستمرة في محاولة لابتلاع مزيد منها في تحد سافر لحقه في استرجاع أرضه كل أرضه. أما بشمال إفريقيا فإن الوضع بليبيا لا يقل خطورة، حيث تزداد حدة الاقتتال القبلي، وتصاعد مظاهر العبودية والذي يعتبر نتيجة حتمية للتدخل العسكري السافر لحلف الناتو في ليبيا القبلية، وكذلك الأمر بمصر التي يعتبر فيه السيسي مرشحا وحيدا في انتخابات صورية والذي يزج بكل من ترشح ضده في غياهب السجون. أما فيما يخص تونس الثورة، فلا زال شبابها يسجل يوما بعد آخر على وعيه السياسي العالي، والذي تجسد في ديناميته الرافضة لميزانية 2018 بقيادة حركة “فاش نستناو”.
أما على المستوى الوطني: فيأتي هذا الاجتماع ونحن على مشارف تخليد الذكرى السابعة لحركة عشرين فبراير المجيدة، حيث نسجل استمرار الفرز بين الطبقات السائدة (القصر ومن يدور في فلكه من جهة) والجماهير الشعبية التواقة للكرامة والحرية، ففي الوقت الذي لا زال النظام المخزني مصرا على توجهاته اللاديمقراطية واللاشعبية، بالرغم من إعلانه عن فشل (نموذجه التنموي)، وهو ما اتضح جليا عقب موجة البرد القارس التي عرفها المغرب حيث وجد المواطنون والمواطنات أنفسهم في مواجهة مصيرهم المجهول (انقطاع الطرقات، غياب وسائل التدفئة، غياب المستوصفات والأدوية بل وغياب الحد الأدنى من الأغطية والمواد الغذائية…)، فإن موجة الحراك الشعبي ما لبثت تتسع لتشمل مختلف مناطق المغرب، فبعد حراك الريف المتواصل بالرغم من التضييق والاعتقالات في صفوف قيادييه وبعد حراك العطش بزاكورة والأطلس فها هي جرادة اليوم تسجل اسمها بمداد الفخر في نضالات الشعب المغربي، بتضحياته الجسام من أجل حقه في تقرير مصيره. أم على مستوى الشباب فإن شبيبات اليسار الديمقراطي قد وقفت على الهشاشة التي تعيشها هذه الفئة من المجتمع التي تعتبر الرأسمال الحقيقي لبناء وطن ديمقراطي متقدم ومزدهر، وهو ما لا تريده الطغمة الحاكمة التي تحاول إطباق سيطرتها على التعليم ومن خلاله إعادة إنتاج القيم السائدة وكبح أي محاولة للتحرر، مرورا بالجامعة المغربية التي أصبحت تعيش في ظل عسكرة مستمرة، واعتقالات بالجملة في صفوف الحركة الطلابية، حيث أصبحت لا تنتج غير البطالة، بعيدا عن تعليم عال أساسه البحث العلمي، وضمان الاستقرار المادي والمعنوي لمئات الآلاف من بنات وأبناء الشعب المغربي، ولعل السياسات المعتمدة مؤخرا في الوظيفة العمومية والتي تعتمد التوظيف بالعقدة، في استجابة لإملاءات المؤسسات المانحة، دون مراعاة للوضعية المادية والمعنوية لعشرات الآلاف من الشباب المغربي؛ دون أن ننسى غياب المرافق الرياضية والتربوية بمختلف مناطق الوطن المهمش، من دور للشباب وملاعب القرب، والتي يمكن أن تلعب دورا كبيرا في صقل مواهب الشباب المغربي وتربيته على قيم الحرية والتحرر وتجعله قادرا على المساهمة في البناء المنشود، عوض الدفع به إلى الشوارع وهو ما أنتج ظواهر اجتماعية تهدد النسيج المجتمعي من إدمان وجريمة منظمة وغير منظمة.
أما على مستوى العمل الشبيبي، فقد سجلت شبيبات اليسار الديمقراطي استمرار التضييق على المنظمات الشبابية الهادفة، سواء من خلال حرمانها من وصل الإيداع (شبيبة النهج الديمقراطي)، أو من خلال حرمانها من حقها في تنظيم جامعاتها الصيفية ولقاءاتها الوطنية، وذلك عبر حرمانها من فضاءات وزارة الشباب والرياضة أو من منح التغذية، في الوقت الذي يتم فيه الإغداق على الشبيات التي تدور في فلك النظام المخزني:
وبناء على ما سبق، فإن شبيبات اليسار الديمقراطي:
-
تؤكد دعمها لنضالات الشعب الفلسطيني البطل من أجل استرجاع أراضيه كاملة.
-
تعلن عن تضامنها مع الجماهير الشعبية المنتفضة بمختلف ربوع الوطن.
-
تطالب بالإطلاق الفوري لسراح المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي، وعلى رأسهم معتقلي الحراك الشعبي والمتضامنين معهم.
-
تطالب بإيقاف المتابعات والمحاكمات الصورية لمناضلي اليسار الديمقراطي.
-
تدعو إلى التصدي الوحدوي للهجمة المخزنية على الحريات و الحقوق. و تؤكد بشكل خاص على ضرورة مواجهة مشروع القانون الإطار المتعلق بالتربية و التكوين الرامي لتسليع التعليم و الإجهاز على الجامعة والمدرسة العموميتين.
-
تدعو الفصائل الطلابية الديمقراطية إلى الالتفاف حول برنامج لتنظيم المقاومة الطلابية ضد السياسات اللاشعبية في مجال التعليم العالي و ضرب الحريات النقابية داخل الجامعة
-
تشجب حرمانها من حقوقها العادلة والمشروعة، وتشجب استمرار التضييق على المنظمات الشبيبية الحقيقية.
-
تطالب بإقرار تعليم ديمقراطي شعبي، يستجيب لتطلعات الشعب المغربي.
-
تدعو إلى اعتماد سياسة وطنية تضمن استقرار الشباب المغربي، وتضمن له الإدماج في المجتمع، والاستقرار المادي والمعنوي.
-
تعلن عن تشبتها بالمطالب و الأهداف التي ناضلت من أجلها حركة 20 فبراير. و تدعو بالمناسبة إلى محاسبة المسؤولين عن اغتيال شهداء الحركة. كما تؤكد على أهمية التقييم المشترك لهذه المحطة الهامة من أجل فتح آفاق جديدة أمام تطور نضالات شعبنا.
-
تناشد مناضلاتها ومناضليها والمتعاطفات والمتعاطفين معها وعموم الجماهير الشعبية إلى الانخراط الفعال في نضالات الشعب المغربي من أجل بناء مغرب الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والمساواة الحقيقية.