الرئيسية » حبراوي يشخص الوضع المازوم لمدينة تطوان

حبراوي يشخص الوضع المازوم لمدينة تطوان

كتبه saad mertah

أيوب حبراوي

في هذا المقال سأحاول تشخيص واقع شباب مدينة تطوان الكادح الذي أصبح يعاني في ظل الواقع التي تعاني منه مدينة تطوان الجميلة.

   اولا لا يمكننا عزل ما يحصل بتطوان عن السياق العام ببلادنا فمنذ الاستقلال الشكلي والنظام يحاول جاهدا تطبيق املاءات الدوائر الامبريالية بحدافرها المتمثلة في دفع كل القطاعات الحيوية للخوصصة وفي ضرب القدرة الشرائية للأغلبية الفقيرة. في المقابل خاض الشعب المغربي انتفاضات بطولية تاريخيا لعب فيها الشباب أدوارا طلائعية خصوصا شمال المغرب (انتفاضة 84 بتطوان، القصر الكبير …) لكن تبقى هذه الانتفاضات موسمية ولا ترقى لحجم التضحيات الجسام التي يقدمها الشعب المغربي (معتقلين، شهداء، منفيين…) وذلك لعدة اسباب اهمها غياب المعبر السياسي عن الطبقة العاملة وعموم الكادحين/ات.

   ان تطوان الموجودة شمال المغرب تاريخيا كانت مدينة سياحية بامتياز خصوصا في فصل الصيف لكن كان لشبابها وشاباتها متنفسات اخرى يستطيعون عن طريقها توفير لقمة العيش قد نذكر منها مثلا الصيد البحري والتهريب المعيشي بالإضافة لأعمال اخرى غير قانونية هي زرع وتجارتة المخدرات. كما أن تطوان كانت تتوفر على منطقة صناعية مهمة بها العديد من الشركات وشركات اسبانية اخرى لكن في الآونة الاخيرة أغلب شركات المنطقة الصناعية لم تعد موجودة الشيء الذي أدى إلى تشرد العديد من العمال مما زاد الخناق على المنافذ الاخرى ( التهريب خصوصا)، اذ اصبحنا نرى ان اغلب نساء المدينة يشتغلون بباب سبتة في ظروف لا إنسانية تماما تعبر عن عجز المخزن على توفير حتى الحد الأدنى للعيش الكريم للمواطن/ة المغربي، بالإضافة لإدخال العديد من الشركات التي تهتم بالصيد و ضيق الخناق على الصياد الصغير البسيط الذي كان يربح ما يصطاده و أصبح الان الة في يد الشركة، لم يقف المخزن هكذا فقد زاد التضييق على شباب المدينة بالهجوم الذي شنه السنة الماضية على الفراشة (الاقتصاد غير مهيكل) مما ادى لعدة مشاكل بين اجهزة القمع و الفراشة بالإضافة للارتجالية و الفساد الذي شاب عملية توزيع المحلات على فراشة المدينة .

   كل هذا الاحتقان والهجوم الذي تعاني منه المدينة أصبح له تجليات كبيرة وصادمة، فقد أصبحت أرقام الانتحار مرتفعة خصوصا بين الشباب و آباء العائلات وعادت ظاهرة الهجرة السرية تعود بقوة بين شباب المدينة الذين أصبحوا يغامرون بحياتهم من اجل الوصول لمكان اخر سمعوا فيه انهم سيكون لهم حقوق وسيعيشون بكرامتهم.

   في ظل هذا السياق العام الذي تعيشه المدينة لازال النظام المخزني ينهج سياسة الاذان الصماء ولم يفتح اي قنوات للتواصل مع شباب وسكان المدينة من اجل تجاوز هذه الازمة بل لازال يحاول تعميقها بتحويل تطوان لمدينة سياحية بامتياز وذلك بفتح استثمارات اجنبية كبيرة وكذا تزيين المدينة دون النظر الى شبابها وسكانها الذين أصبحوا يعانون في صمت في ظل غياب اي بديل اقتصادي يخرج المدينة من أزمتها.

   ان هذا الصمت لا يعني قبول الشباب بوضعيتهم وإنما ينذر بان هناك عاصفة قريبة جدا وجب علينا كتقدميين التجنيد لها وذلك ببناء اولا حزب المعبر عن طموح الكادحين والعمال وكذا بتهييج الشروط ودفعها للأمام من اجل التصدي للمخططات المخزنية الهادفة لإقبار شبابنا وتحويلهم الى شيوخ في عز شبابهم

قد تعجبك أيضاً

اترك تعليقًا