الرئيسية » تقرير خاص عن انتفاضة العطش بتالسينت

تقرير خاص عن انتفاضة العطش بتالسينت

كتبه chabiba

     تعرف تالسينت ما يقارب خمسة أشهر نقص حاد في مادة الماء الحيوية، وتفاقم هذا المشكل مع حلول شهر رمضان ، وبعد حلول فصل الصيف تفاقم الوضع أكثر، ما عجل بالساكنة تنتفض على هذا الواقع، ورفضها لهذا التعامل اللأخلاقي من طرف المكتب الوطني للماء والكهرباء المتمثل في ارتفاع الفواتير، رغم عدم وجود الماء في الصنابير في مجموعة من المنازل، والذين أصبحوا يعتمدون على ماء الأعين والأبار والتي لا تضمن السلامة الصحية للساكنة.
كرنولوجية انتفاضة العطش :
29 يونيو : دعوة من بعض الغيورين للخروج من أجل الإحتجاج على الانقطاعات المتكررة للماء وكان رد ممثلي النظام هو استدعاء المناضلين واستفزازهم وإشعارهم بمنع الوقفة المزمع تنظيمها.
ــ خرجت نساء تالسينت صباح يوم 9 يوليوز للاحتجاج والتعبير عن سخطهن تجاه الوضع الكارثي الذي أصبحت البلدة تعيشه المتمثل في عدم توفر المياه الصالحة للشرب وأكدت من خلالها موقعها الريادي وقدرتها على تحمل المسؤولية لجانب الرجل. وفي المساء تم فتح حلقيات على مستوى الأحياء من طرف مناضلي البلدة ودعوت الساكنة للخروج للإحتجاج يوم 10 يوليوز .
10 يوليوز : جسدت الساكنة الوقفة الإحتجاجية التي دعى لها مناضلي البلدة رفقة نساء البلدة رغم تطويق كل المنافد المؤدية لساحة فلسطين برجال القمع، والتي قرروا ان تبتدأ منها التظاهرة ، وكن النساء الحدث الأبرز لتواجدهن بكثافة وانجاحهن لهذه الخطوة ، رغم اشعار المنع من طرف ممثلي النظام بالبلدة: مركز الدرك، دائرة وقيادة تالسينت ، وكانت هذه الوقفة بمثابة اعلان عن تكسير لحصار دام ما يقارب سنة كاملة عن كل من يحتج على الأوضاع الكارثية التي تعيشها البلدة.
11 يوليوز : صباح هذا اليوم سيتم استدعاء مجموعة من المناضلين والنشطاء من طرف مركز الدرك بالبلدة ، ما اجج الأوضاع مساء نفس اليوم لترد الجماهير الشعبية على هذه الإستفزازت بشكل غير مسبوق، ورفضها المطلق بالتعامل اللامنطقي مع مطالبها العادلة والمشروعة ، ما عجل بممثلي النظام بتقديم ملتمس للحوار للاستماع لمطالب الساكنة وكان الشرط هو رفع الحظر وتقديم حلول عاجلة كفيلة بارجاع الساكنة لبيوتها ، حيث منحت الجماهير مهلة لرئيس الدائرة من اجل احضار كافة المعنيين، للتفاوض بشأن الملف المطلبي وهذا ما كان في اليوم الموالي ، بحضور المسؤولين عن قطاع الماء بالجهة الشرقية، والمسؤولين عن حوض كير بالراشدية، وبعض المسؤولين عن المكتب الوطني للماء والكهرباء من بوعرفة ووجدة، وممثلي الدرك بتالسينت وبوعرفة، وقائد ورئيس دائرة تالسينت .
نتائج الحوار :
ــ اسقاط المتابعات وعدم استفزاز المناضلين ونهج أسلوب الحوار على أسلوب القمع واالمنع .
ــ في حدود شهر ونصف سيتم ايقاف مشكل الانقطاع المتكرر للماء الصالح للشرب ، عبر حفر ثقوب مائية قادرة على تغطية حاجيات الساكنة .( أسبوع من الان سيتم حفر مجموعة من الابار وارسال مياهها للخبرة ).
ــ بخصوص المشاريع الأخرى سيعمل رئيس دائرة تالسينت و المجلس الجماعي على تتبعها ومواكبتها .
ــ التداول في مجموعة من الأمور : اسقاط ضريبة 30 درهم عن كل تأخر في تسديد فاتورة الماء في الأجال المحددة، الثمن الباهض الذي تدفعه الساكنة لشركة المكتب الوطني للماء الصالح للشرب والذي يتجازو المليون وعشرون ألف .
ــ توزيع الماء بشكل عادل بين الاحياء ( أربع ساعات لكل حي )
بعد هذا الحوار المارطوني تقدمت لجنة الحوار التي أفرزتها الجماهير للترافع عن ملفها المطلبي بالخلاصات ، وفي الأخير فرزت الساكنة لجنة للتتبع جماهيريا وخلصت الى مقاطعة فواتير الماء حتى يتم حل المشكل نهائيا.
بعد أسبوع :
     احتجت لجنة التتبع على استهتار المسؤولين بالخصوص انهم لم يشرعوا في تنفيد ما جاء في الحوار ( عدم حفر الابار رغم تعهدهم بحفرهم في مدة لا تقل عن أسبوع وارسال مياهها للخبرة ) بل تجاوزوا هذا الحد بالقول أنهم يقمرون في حفر الابار كونهم لم يجدوا الماء في مجموعة من الأماكن .
20 يوليوز : وجدت لجنة التتبع ان هناك نوع من التقصير والاستهتار بما جاء في الحوار ما جعلها تحتج بل ووضحت للجماهير ان المسؤولين تراجعوا عما جاء في الحوار .
ــ بعض الاحياء لا يستفيدون من الماء ولو لساعة واحدة في اليوم رغم الاتفاق على التوزيع العادل .
ــ عدم الرد في مسالة 30 درهم عن التأخر في تسديد فواتير الماء وكذلك مسألة طريفة تزويد المنازل بالماء …
21، 22 ،23 ،24 يوليوز : المراكمة مع الأحياء والتعبئة لوقفة احتجاجية يوم 27 يولوز للرد عن التراجع عن نتائج الحوار من طرف المسؤولين .
25 يوليوز : تم استدعاء أكثر من أربعة عشر مناضلا وناشطا ، 7 من الدرك ، والباقي من طرف قيادة ودائرة تالسينت .
26 : تم اشعار المناضلين بمنع التظاهرة يوم الجمعة 27 يوليوز، وارتفع عدد الاستدعاءات الى أزيد من 20 استدعاء، وفي مساء نفس اليوم تم توزيع النداءات من طرف المناضلين على الساكنة لتاكيد حضورها يوم الجمعة للتعبير عن الوضع الكارثي الذي تعيشه البلدة على مجموعة من المستويات .
26 ـ 27 يوليوز : عرفت الأوضاع ببلدة تالسينت بين الحادية عشر ليلا من يوم 26 الى حدود الواحدة ليلا من يوم 27 يوليوز مطاردات ومداهمات لمنازل المناضلين وترهيب أهاليهم ما جعل بعض العائلات تحتج على أسلوب النظام والذي تعهد برفع المتابعات في الحوار وانه سيختار أسلوب الحوار عوض أسلوب القمع وهذا ما تبدد على واقع الأرض.
27 يوليوز : صبيحة هذا اليوم سستوافد أزيد من 40 سيارة قمع موزعة بين القوات المساعدة والدرك الملكي ناهيك عن سيارات رباعية الرفع التابعة للدرك وطوقت جميع المناقد المؤدية لساحة فلسطين مكان انطلاق التظاهرة واحتلال جميع الشوارع وفي حدود الساعة الرابعة مساء سيتم قطع التيار الكهربائي وشبكة انوي وارونج على البلدة وشبكة الويفي للاتصالات على المنازل والمقاهي .
رغم كل هذه المضايقات والاستفزازت وامام عزيمة المناضلين في انجاح التظاهرة مع السادسة مساء، سيتم التوافد على ساحة 28 اكتوبر ( جنان سبيل سابقا ) من قبل الساكنة بمعية المناضلين والاعلان عن بداية الشكل النضالي برفع مجموعة من الشعارات المنددة بواقع العسكرة والمطالبة بحل نهائي لمشكل الماء بالبلدة ، حيث انطلقت منها تظاهرة سلمية فاقت التوقعات جابت شوارع البلدة، وتم اختتام الشكل النضالي أمام قيادة تالسينت ، مع تأكيد ساكنة تالسينت دفاعها عن مطالبها العادلة والمشروعة ورفضها بشكل مطلق اسلوب القمع، وتعهدت على دفاعها عن المناضلين، ولن تتركهم لقمة سائغة في يد النظام ، وتم الاتفاق عن أنه سيتم تقرير يوم اخر للخروج للاحتجاج غير واضعة تاريخ محدد .
وشهدت البلدة تعاطفا كبيرا من قبل التجار وأرباب المقاهي باغلاق محلاتهم حتى انتهاء التظاهرة، وحضور مجموعة من المناضلين من بلدة بني تدجيت لدعمهم نضالات لجماهير الشعبية بتالسينت
وبعد انتهاء الشكل النضالي بخمسة دقائق سيتم ارجاع التيار الكهربائي وفتح جل شبكات الاتصال انوي اورونج .
    إن هذه الملحمة التاريخية التي عرفتها تالسينت يوم 27 يوليوز شاهدة على سلمية حراك ساكنة تالسينت وتعامل جماهيرها بشكل مسؤول رغم الاستفزازت وواقع العسكرة التي ينهجها النظام المغربي على تالسينت ما يقارب سنة كاملة من المنع والحضر والتراجع عن المكتسبات التاريخية التي دافع عنها شهدائنا الأبرار، وفي الاخير فان الساكنة تندد بهذا الواقع الذي تراه تعبير صريح عن سنوات الرصاص التي شهدها المغرب وشهدتها مناطق تالسينت في النصف الثاني من القرن العشرين .

قد تعجبك أيضاً

اترك تعليقًا