الرئيسية » يونس سالمي :أي دور للشباب في حملة الاعلان عن حزب الطبقة العاملة ؟

يونس سالمي :أي دور للشباب في حملة الاعلان عن حزب الطبقة العاملة ؟

كتبه user B

“نحن حزب المستقبل والمستقبل ملك للشبيبة ” لينين

عزم النهج الديمقراطي خلال مجلسه الوطني الاخير ( اكتوبر ) ، تحقيق النقلة النوعية في سيرورة تطوره عبر الاعلان عن حزب الطبقة العاملة وعموم الكادحين خلال مؤتمره الخامس الذي لا تفصلنا عنه سوى 7 أشهر . إن تحقيق هذه النقلة النوعية تعتبر خطوة فاصلة في تاريخ الطبقة العاملة المغربية بشكل خاص وتاريخ نضالات الكادحين و الكادحات بشكل عام ، وهي من جهة اخرى تطرح العديد من المهام  الكبرى على كل قطاعات النهج الديمقراطي نساء وعمال – ات وشباب -ات .

لقد اعتبرت شبيبة النهج الديمقراطي خلال مؤتمرها الخامس ( مارس 2019 ) أن أولى مهامها و التي من الواجب أن تخضع لها كل المهام الاخرى سواء التنظيمية أو السياسية أو الاشعاعية هي مهمة الانخراط في  حملة الاعلان عن حزب الطبقة العاملة  وعموم الكادحين ، وقد وضعت الشبيبة عدة رهانات انطلاقا من موقعها كشبيبة  مكافحة ومنخرطة في النضال الشعبي العام ، ضرورة انجاز بعض المهام ذات الاولوية من أجل توفير الشروط لمهمة الاعلان عن هذا الصرح التاريخي للطبقة العاملة و للكادحين – ات .

  • على المستوى الفكري : التأكيد على راهنية الفكر الاشتراكي

لقد استطاعت الالة الايديولوجية للبرجوازية أن تسدل غبار كثيف على الفكر الماركسي لاسيما بعد انهيار جدار برلين ، هذا الغبار الذي خلفه سقوط الجدار اعلن أن الفكر الاشتراكي قد ” جرب حظه وفشل وانتهت القصة! ” وقد رصد النظام الرأسمالي مليارات الدولارات لمراكز الابحاث و المعاهد من أجل تكريس فكرة خلود الرأسمالية ونهاية ” الصراع الطبقي ” ، لكن هدير أزمة 2008 أعاد من جديد  طرح التساؤل : هل بالفعل يشكل النظام الرأسمالي أرقى ما يمكن للانسانية أن تبلغه ؟ .

إن مهمة الشباب الماركسي وفي صلبهم شبيبة النهج الديمقراطي تكمن في الدفاع عن أسس الفكر الماركسي ونشره وسط الشباب و الشابات الذين أتبثت ممارستهم – هن العملية في الصراع  المرير و المضني من أجل حقوقهم – هن أنه لا بديل لفهم ” أصول ” المشاكل التي تتخبط فيها الشبيبة المغربية بدون إمتلاك أدوات علمية لتحليل تناقضات المجتمع وايجاد حلول جذرية لها تعالج الجوهر وليس المظاهر وتتفادى الطرق الناتجة عن تعفنات القيم الرأسمالية من عزلة عن المجتمع ومخدرات ومهلوسات و فكر أصولي رجعي … تلك الادوات في اخر المطاف هي الفكر الماركسي المتجدد و المنغرس في التربة المغربية .

  • على المستوى التنظيمي : الصراع ضد نزعة اللاتنظيم

من مخلفات سيادة الايديولوجية البرجوازية وسط الشباب هي معاداة كل أشكال التنظيم الهادفة الى تحقيق مطالب معينة .

تعتبر الدعاية البرجوازية أن المشاكل التي تعاني منها الانسانية سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو البيئية … ليس لها جذر واحد بل هي مشاكل مجزأة من حيث الاصل والاسباب ولهذا من أجل حلها وجب على المطالبين بذلك ان يتبعوا كل ” جذر” على حدا تحت شعار ” المطالب الفئوية والمجزئة ، تحتاج الى مطالبين مجزئين بالضرورة” إن هذه الايديولوجية الخبيثة تدعوا الى تجزئة الصفوف الشعبية حتى لا تكتشف الجذر الموحد لكل هذه الامراض في النظام الرأسمالي وتبني تبعا لذلك جبهة واحدة منظمة ضد الاصل .

تولي شبيبة النهج الديمقراطي كشبيبة ماركسية اهتماما بالغا لقضية التنظيم لا سواء في شقه السياسي أي ضرورة تنظيم الماركسيين المغاربة الشباب ( ملتقى الماركسيين الشباب ) في أشكال تنظيمية مرنة ومتنوعة أو في شقه الجماهير بحت الشباب على تنظيم انفسهم بشكل متنوع ومرن يراعي خصوصية هذه الفئة العمرية الطامحة للتغيير والرافضة لكل الاشكال التقليدية التي تخنق ابداعها.ومن جهة اخرى تصارع الشبيبة ضد كل الافكار الداعية الى اللاتنظيم بدعوى ” كل من تحزب خان ” التي تخفي في طياتها ” كل من تنظم خان ” هذه النزعات اللاتنظيمية التي تعبر عن روح البرجوازي الصغير الذي تخنقه ملابسه وما بالك الالتزام التنظيمي الواعي و المسؤوال بما يفرضه من تضحيات ونكران للذات وقمع للكبرياء الاجوف المتغطرس .

ج- على المستوى السياسي : التخندق الى جانب نضالات الطبقة العاملة والكادحين- ات عبر بناء جبهة شبيبة ديمقراطية

تعتبر شبيبة النهج الديمقراطي أن الشبيبة المغربية عامة تعاني من عدة نقاط ضعف قاتلة جعلتها هينة وهشة في الدفاع عن مطالبها والانخراط في النضال الشعبي العام وفرض مطالبها بما هي جزء لا يتجزأ من النضال الشعبي. ويمكن تلخيص نقاط الضعف تلك  في مثلث متداخل المهام : أزمة التنظيم وأزمة البرنامج وأزمة القيادة .

تضع الشبيبة صوب أعينها مهمة التجذر وسط الشبيبة العاملة والكادحة عبر بناء وحدتها ووحدة مطالبها تجسده جبهة شبيبية ديمقراطية مكافحة وهي في نفس الوقت تناهض كل النزعات التي حولت من النضال صكوكا تمنحه لمن تشاء وتحرم منه من تشاء ، فواقع الشبيبة المغربية يفرض تنظيم كل القطاعات المتضررة من سياسات المخزن عبر تشبيك النضال ( النقابي و الجمعوي والتنسيقي ) وتنويعه مستغلة في ذلك ما توفره وسائل التواصل الاجتماعي من تقنية وأدوات تسهل عملية تنظيم الشباب – ات ، أما على المستوى البرنامج فتنظيم الساخطين من الشباب  -ات من السياسات التفقيرية و التجهيلية لدولة المخزن يرسم هدفا واضحا هو تحقيق الديمقراطية الشعبية عبر بوثقة كل النضالات العمالية و الجماهيرية عامة من الشبيبة العمالية الى مشجعي الالتراس في موجة تجسدها الجبهة الشبيبة الواسعة ذات الشكل و المضمون الديمقراطي ، اما على مستوى القيادة فهذه الاخيرة تنبثق في معمان الصراع ضد المخزن وتكسب شرعيتها من النضال و المبادرة والتركيز على الاعداء الحقيقيين وشل تذبذب الحلفاء المفترضين للمخزن وكسب الاصدقاء و الحلفاء .

قد تعجبك أيضاً

اترك تعليقًا