تابعنا في المكتب الوطني لشبيبة النهج الديمقراطي العمالي باستهجان كبير التدخل القمعي الوحشي في حق طلبة الطب والتوقيفات التي طالتهم إثر الإعتصام المنظم ليلة الأربعاء 25 شتنبر أمام كلية الطب والصيدلة بالرباط، وكذلك التفريق بالقوة المبالغ فيها لاعتصامهم بكل من طنجة والدار البيضاء.
ولم تقف الدولة عند هذا الحد بل تمادت في نهجها القمعي عبر تسخير ترسانة من مختلف أصناف قوى القمع ظهيرة يوم الخميس 26 شتنبر 2024، لقمع وقفة طلبة الطب والأطباء الداخليين والمقيمين التي نظمت أمام المستشفى الجامعي بالرباط، احتجاجا على الفض العنيف لإعتصام ليلة الأربعاء، وما أسفرت عنه من توقيف 27 طالبا وطبيبا طيلة ليلة الخميس، لتقرر أجهزة الدولة الطبقية متابعتهم في حالة سراح بالتهم الجاهزة المعتادة: (العصيان وعدم الامتثال لأوامر السلطة، والتجمهر الغير مسلح الغير مرخص)، في ضرب صارخ لحق الطلبة في التظاهر والتعبير والاحتجاج على القرارات السلطوية الظالمة.
هذا ونتابع في شبيبة النهج الديمقراطي العمالي بكل فخر واعتزاز صمود الطلبة وإصرارهم لما يزيد عن عشرة أشهر في انتزاع حقوقهم العادلة والمشروعة، مجسدين بذلك أطول اعتصام في التاريخ الطلابي المغربي، ما يبرهن من جديد أن الوحدة والتنظيم والإيمان بالتنظيم قادرة على صنع أروع الملاحم.
عشرة أشهر من الصمود والإبداع والإصرار المنقطع النظير، قوبل في دولة القمع والفساد بسياسة القمع والتهديد والتشهير من طرف أجهزة الدولة على رأسها التصريحات والتصرفات الصبيانية لوزير التعليم العالي، وآخرها الإعلان عن تاريخ جديد للامتحانات تزامنا مع التنكيل بالطلبة وضربهم أمام كليات الطب والصيدلة.
إن هذا الفشل الذريع للدولة تعبير عن عجزها وعدم إكتراثها لحق الطلبة في التكوين الجيد الذي يضمن جودة الخدمات الصحية المقدمة للشعب المغربي وتجاهلها للحق في التعبير والتظاهر السلمي ونهجها الإستبدادي الساعي لفرض إصلاحات لا شعبية وغير مقبولة من طرف الطلبة بشكل قسري.
إننا في المكتب الوطني وانسجاما مع موقفنا الداعم لنضالات الشباب المغربي والحركة الطلابية نعبر عن:
- استنكارنا للمقاربة القمعية المخزنية في التعاطي مع الإحتجاجات المشروعة لطلبة الطب.
- تضامننا مع الطلبة والأطباء المعنفين، ومطالبتنا بالإسقاط الفوري لكل المتابعات في حقهم.
- اعتزازنا بنضالات طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان وصمودهم وإصرارهم على تحقيق مطالبهم العادلة والمشروعة رغم الضغوطات الرهيبة التي تعرضوا لها.
- تسجيلنا لفشل الدولة في حل هذا الملف الذي وصل لشهره العاشر وعدم جديتها في فتح حوار مسؤول يفضي لحلول تطوي الملف وتضمن الشروط الكفيلة باستفاذة الطلبة الأطباء من تكوين ذي جودة وفي شروط مرضية ويضمن تقديم خدمات صحية في المستوى المطلوب لعموم الشعب المغربي.
- استعدادنا للانخراط في مبادرات من شأنها إسناد ودعم الطلبة الأطباء وحماية حقهم في التعبير والتظاهر السلمي.
- دعوتنا لكل الفصائل الطلابية المكافحة لإعلان أوسع تضامن طلابي مع نضالات اللجنة الوطنية للطلبة الأطباء، والعمل على إفشال الخطة المخزنية الهادفة لعزلهم.
المكتب الوطني
الرباط في 27 شتنبر 2024