الرئيسية » البيان العام الصادر عن المؤتمر الوطني الخامس لشبيبة النهج الديمقراطي

البيان العام الصادر عن المؤتمر الوطني الخامس لشبيبة النهج الديمقراطي

كتبه user B

     النهج الديمقراطي

                                 شبيبة النهج الديمقراطي                             

      المؤتمر الوطني الخامس   

البيان العام للمؤتمر الوطني الخامس

انعقد بالمقر المركزي للنهج الديمقراطي بالرباط، أيام 22،23،24 مارس 2019، المؤتمر الوطني الخامس لشبيبة النهج الديمقراطي، تحت شعار:

“معا نناضل، ونبني حزب العمال -ات والكادحين -ات”

ويأتي اختيار شبيبة النهج لهذا الشعار انسجاما مع الخط الفكري والسياسي لتنظيمنا العتيد النهج الديمقراطي، ومع مهمته المركزية بناء الحزب المستقل للطبقة العاملة وعموم الكادحين، مع تأكيدنا أن هذه المهمة ستنجز بالنضال معا: نساء ورجالا شيوخا وشبابا، عمالا وكادحين…رغم الحصار والمنع الممنهج من طرف النظام المخزني، الذي طال حق شبيبتنا في الاستفادة من القاعات العمومية، لكنها أبت إلا أن تعقد جلسة المؤتمر الافتتاحية بنادي هيئة المحامين بالرباط، بكل إصرار وصمود، لتستكمل الأشغال بالمقر المركزي للنهج الديمقراطي بالرباط.

وفي جو من المسؤولية والروح الرفاقية الديمقراطية سجل المؤتمر ما يلي:

على الصعيد الدولي:

 إن ما يعيشه العالم اليوم من اضطرابات هو تعبير ملموس عن اشتداد أزمة الرأسمالية الإمبريالية بشكل عام، وأحد تجليات أزمة 2008 التي نرى آثارها المدمرة على الاقتصاد العالمي بشكل خاص، ودخوله مرحلة ركود طويلة لم تنفع معها كافة الوصفات النيوليبرالية. وتسعى الرأسمالية المحتضرة إلى تصريف تبعات الأزمة على كاهل الشعوب، سواء بفرض سياساتها اللصوصية على مقدرات الشعوب، أو محاصرة كل نظام رافض لتدخلها في شؤونه الداخلية، كما يجري اليوم على قدم وساق لخنق الثورة البوليفارية في فنزويلا، وتجويع شعبها ومحاولة تقسيمه وإرضاخه وإذلال قيادته الشرعية.

 إن كل هذه الاضطرابات تجري في عالم متعدد الأقطاب؛ كل من جهته يسعى إلى فرض هيمنته على بقعة من الأرض ومحاولة إعادة تقسيم العالم على ضوء الثنائية القطبية التي هي قيد التشكل (مجموعة البريكس من جهة، والاتحاد الأوربي والولايات المتحدة ومن يسبح في فلكها من جهة أخرى)، مع تسجيل صعود اليمين الشعبوي – الفاشي في العديد من الدول، سواء في تأثيره على الرأي العام، كما يجري في النمسا وفرنسا وهولندا وإيطاليا، أو استلامه السلطة، كما هو الحال في  البرازيل والفلبين.

 غير أن الشعوب وقواها الحية لم ترضخ لهكذا وضع، بل نمت مقاومتها وتوسعت في العديد من البلدان، كحركة السترات الصفراء التي انطلقت من فرنسا واجتاحت التراب الأوروبي،  مع تسجيل ضعف البديل الثوري القادر على الذهاب بتلك المقاومة حد حسم السلطة السياسية لصالح الطبقة العاملة وعموم الكادحين.

على الصعيد الإقليمي والمغاربي:

لقد انعكس الوضع العالمي على المستوى الإقليمي بشكل متفاوت، فقد زحفت الثورة المضادة في مصر، عبر سيطرة الديكتاتورية العسكرية على الحكم وإرجاع البلاد إلى ما قبل ثورة 25 يناير بكثير، مع محاولة تقسيم التراب الليبي بين أمراء الحرب التابعين لمختلف المتدخلين الإمبرياليين في المنطقة، وقتل وتجويع الشعب اليمني الشقيق من طرف التحالف الرجعي بقيادة السعودية والإمارات.

ويتم رهن خيرات الشعوب ومصيرها السياسي لدى المؤسسات الإمبريالية المالية العالمية في العديد من البلدان، كلبنان ومصر والأردن وتونس، ما ساهم في انفجار الموجة الثانية من السيرورة الثورية التي انطلقت في 2011، إذ خرج الشعب السوداني بقيادة جبهة ديمقراطية في قلبها الحزب الشيوعي السوداني ضد نظام البشير الفاشي، وضرب الشعب الجزائري آيات في الابداع الاحتجاجي السلمي ضد الفساد وخنق الحريات وسيطرة نظام العسكر وضد العهدة الخامسة لبوتفليقة ومحاولات الالتفاف على مطالب الحراك من طرف العسكر، مع استمرار اختناق مرحلة الانتقال الثوري في تونس وحاولة الالتفاف على أهداف الثورة.

على الصعيد الوطني:

 استمرار أزمة النظام المخزني على كافة المستويات، فعلى المستوى الاقتصادي: فشل النموذج التنموي للنظام المخزني باعتراف الملك نفسه ( دون تحديد للمسؤوليات أو تقديم أحد للمحاسبة ) ، وارتفعت نسبة المديونية لأكثر من 90 في المائة، مع تفويت المؤسسات الإستراتيجية للرأسمال الأجنبي، وتهديد الأمن الغذائي والطاقي للمغاربة بعد فشل عدد من رهانات المخزن، إذ تراجعت هبات الدول الخليجية الداعمة لمخططاته بفعل تراجع أسعار البترول وارتفاع نفقاتها العسكرية جراء الحروب والوضع غير المستقر في المنطقة. أما على المستوي الاجتماعي فانتشار الهشاشة (التوظيف بالعقدة) وارتفاع نسب الفقر والبطالة صارا من العناوين الأكثر بروزا، مع تراجع مؤشرات التنمية وقبوع المغرب في مؤخرة الترتيب ضمن العديد من الدراسات حول الخدمات الاجتماعية، إضافة إلى الهجرة السرية  (التي يروح ضحيتها العديد من شباب  هذا الوطن) والقانونية (هجرة الأدمغة والكفاءات – المهندسين والأطباء ….). وعلى المستوى السياسي: عزلة المخزن وامتداداته الحزبية والجمعوية وانكشاف صورية مؤسساته التشريعية أمران صارا حديث القاصي والداني، مع استفراد المسؤولين الأمنيين بمربع الحكم، ما أفرز مقاربة قمعية لكل الاحتجاجات والقوى المعارضة، ونهج سياسة التجنيد الإجباري كمحاولة لضبط الحركات الاحتجاجية.

كما يسجل المؤتمر، وبكل اعتزاز، المحاولات الجادة لتوحيد عدد من الحركات المناضلة، بما فيها الخطوات المتقدمة في اتجاه بناء جبهة ميدانية من أجل إنقاذ التعليم العمومي، وكذا محاولات توحيد النضالات المطلبية ومواصلة الإحياء الوحدوي والنضالي لذكرى 23 مارس و20 فبراير.

وبناء عليه فإن المؤتمر الوطني الخامس لشبيبة النهج الديمقراطي يعلن للرأي العام الوطني والدولي ما يلي:

  • يهنئ كافة المؤتمرات والمؤتمرين بالنجاح الباهر للمؤتمر الوطني الخامس رغم كل التضييق والمنع، ويحيي إصرارهن وإصرارهم على عقده وإنجاحه كمحطة تنظيمية وسياسية هامة في تاريخ نضال شبيبتنا؛ ويشكر كافة الهيئات الوطنية والدولية التي حضرت حفل الافتتاح والأشغال، أو التي أرسلت رسائل دعم وتضامن.

  • تنديده الشديد بالتضييق والمنع الذي طال انعقاد المؤتمر في القاعات العمومية، واعتباره أن استغلال المرفق العمومي والاستفادة من الدعم العمومي والحصول على وصل الإيداع القانوني حق مشروع للشبيبة وليس هبة.

  • يتقدم بالشكر والتحية لكل المتضامنين مع الشبيبة في الحصار والمنع الذي تعرضت له، من هيئات ديمقراطية وطنية ودولية، والهيئات الحقوقية والفعاليات الديمقراطية؛ كما يحيي الصحافة الحرة والنزيهة التي أبت إلا أن تغطي أشغال الجلسة الافتتاحية.

  • يتضامن مع الشعب الفنزويلي في ما يحاك ضده وضد قيادته الشرعية من مؤامرات من طرف الإمبريالية الأمريكية والصهيونية ومن يدور في فلكهما؛ كما يدعو كافة القوى التقدمية والديمقراطية إلى دعم كفاح هذا الشعب ورفع الحصار عنه في أفق بناء جبهة أممية مناهضة للإمبريالية من أجل تحقيق السلم والأمان بين شعوب العالم.

  • يدين تدخلات الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب، الذي يعبر عن الوجه البشع لليمين المتطرف، في الشؤون الداخلية للشعوب، وما تثيره من نعرات عرقية وطائفية، وآخرها مباركتها لاحتلال هضبة الجولان السورية من طرف الكيان الصهيوني .

  • يدين التدخل الإمبريالي في المنطقة ومحاولات وأد ووقف السيرورات الثورية للشعوب التواقة للتحرر والانعتاق من الاستبداد والتبعية، وعلى رأسها ثورة الشعب السوداني وما تواجهه من تعتيم إعلامي هدفه التغطية على الجرائم التي يرتكبها نظام البشير الإخواني؛ وثورة الشعب اليمني ضد التدخل الرجعي بقيادة المملكة السعودية بدعم أمريكي وصهيوني، وحراك الشعب الجزائري ضد الفساد والاستبداد وتسلط العسكر، والرافض للعهدة الخامسة.

  • يدين أيضا حملة الاعتقالات العشوائية والإعدامات التي طالت العديد من الشباب المصري.

  • يعلن الانخراط النضالي في الحركة العالمية لمناهضة الإمبريالية والحروب الاستعمارية الجديدة ودعم حركات النضال الشعبي والشبيبي ضد التقشف ودكتاتورية الرأسمال.

  • يتضامن مع نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني وعملائه، ويدعم الوحدة الوطنية الفلسطينية ووحدة المقاومة ضد العدو الصهيوني وضد كافة المخططات الإمبريالية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية (صفقة القرن…) من أجل بناء الدولة الديمقراطية العلمانية على كامل تراب فلسطين، وإطلاق سراح الأسرى وعودة المهجرين واللاجئين؛ كما يندد بكافة أشكال التطبيع التي تتسارع إليها الأنظمة العربية الرجعية العميلة مع الكيان الغاشم.

  • يعلن إدانته للسياسات اللاشعبية واللاديمقراطية للنظام المخزني ضد إرادة الشعب المغربي، والمتمثلة في الهجوم على المكتسبات التاريخية (الشغل، الصحة،السكن،التعليم ….).

  • يعلن تضامنه المطلق مع مختلف الهيئات التي تتعرض للحصار والتضييق والمنع (الجمعية وطنية لحملة الشهادات المعطلين، الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، جماعة العدل والإحسان، أطاك المغرب، جمعية البديل الثقافي، جمعية جذور(….

  • يدعم نضال الحركة الأمازيغية الديمقراطية، ويطالب بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، حتى تتبوأ مكانتها الطبيعية كثقافة ولغة رسمية وطنية، ويدين الاستمرار في محاولات طمس الثقافة والهوية الأمازيغية (منع الأسماء الأمازيغية، نزع الأراضي)؛ كما يتضامن مع نضالات تنسيقية “أكال” ضد سياسة السطو على الأراضي من طرف مافيا العقار الدولية والمحلية وضد كافة القوانين التي تمرر في صمت وعلى رأسها القانونين 62.17 و63.17 الهادفين الى الاستحواذ على اراضي القبائل و الاراضية السلالية .

  • يستنكر القمع المسلط على الحركات الاحتجاجية المناضلة ضد سياسات الإقصاء والتهميش، وفي مقدمتها حراك الريف وجرادة، تالسينت، زاكورة، سوس…وحملة الاعتقالات والمحاكمات الصورية التي تطال العديد من المناضلين قادة الحراكات الشعبية، والطلبة والمعطلين والأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد والصحافة المستقلة… ويطالب بإطلاق سراحهم الفوري ووقف المتابعات في حقهم، وفي مقدمتهم معتقل شبيبتنا الرفيق زين العابدين الراضي، القابع بالسجن المحلي بأيت ملول.

  • يعلن تضامنه مع الطبقة العاملة في نضالاتها البطولية (العاملات الزراعيات بشركة صبروفيل وديروك ببيوكرى، وعمال شركة الكابلاج ودلفي بطنجة…) وكافة نضالات الشعب المغربي بكل فئاته من أجل العيش الكريم والحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، كما يجدد تضامنه المطلق واللامشروط مع نضالات الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب، ونضالات الطلبة الأطباء والمهندسين والأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد.

  • يدعو إلى الاستمرار في النضال من أجل إعادة بناء الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، نقابة لكل الطلاب، على أرضية المصالح المادية والمعنوية للطلبة، كما يدعو كافة الفصائل والمكونات الطلابية الديمقراطية إلى نبذ العنف وفضح مرتكبيه ووضع برنامج حد أدنى يروم توحيد وتنظيم النضالات الطلابية ضد القانون الإطار 17.51.

وفي الأخير، يؤكد المؤتمر اعتزاز شبيبة النهج الديمقراطي، كجزء لا يتجزأ من النهج الديمقراطي، الذي يعتبر شكلا من أشكال الاستمرارية للحركة الماركسية اللينينية المغربية عموما ومنظمة إلى الأمام خاصة، بكل المواقف والمقررات الصادرة عن النهج الديمقراطي وقيادته وكافة القضايا التي يتبناها، وعلى رأسها بناء حزب الطبقة العاملة وعموم الكادحين، ويعبر عن استعداد الشبيبة الدائم للنضال من أجلها والانخراط فيها.

شبيبة النهج الديمقراطي

المؤتمر الوطني الخامس

الرابط في 24 مارس 2019

قد تعجبك أيضاً

اترك تعليقًا