167
خلال مداخلته في ندوة حوارية حول موضوع “دور الشباب في التحولات السياسية الراهنة.. التحديات والرهانات” التي نظمتها شبيبة العدل والإحسان بالدار البيضاء يوم السبت 30 دجنبر 2017. شبه الرفيق عبد اللطيف زروال الكاتب الوطني لشبيبة النهج الديمقراطي ما تعيشه المطقة العربية والمغاربية ب”برميل بارود” نظرا لما تجتمع فيها من تناقضات تعبر عنها “رأسمالية المحاسيب” المبنية على الريع بكل أنواعه وسيادة الأنظمة الاستبدادية و التواجد القوي للإمبرالية.
عبد اللطيف زروال بعد أن استهل مداخلته بالإشارة إلى أن مصطلح “الشباب” فضفاض لأن هناك تناقضات طبقية تخترق هذه الفئة العمرية. أكد على أن شبيبة النهج الديمقراطي مقتنعة بأن الشباب الكادح يشكل – إلى جانب النساء والطبقات الشعبية من عمال وفلاحين فقراء… – قوة ثورية رئيسة وقاعدة اجتماعية للتغيير.
كما اعتبر أن بداية انفجار “برميل البارود” كان مع انطلاق السيرورات الثورية التي تجسدت في المغرب مع حركة 20 فبراير، إلا أن عدة عوامل مثل: الدور السلبي لقوى الإسلام السياسي بالمنطقة والمتمثل في عقد مساومات مع أنظمة الإستبداد برعاية إمبرالية. وعجز عدد من القوى التي صعدت للسلطة على تقديم بدائل حقيقية عن ما كان سائدا قبل الإطاحة برموز الأنظمة المستبدة. أما العامل الآخر فهو اصطفاف عدد من القوى الديمقراطية واليسارية إلى جانب قوى الاستبداد مخافة من الإسلام السياسي وضعف الثقة في الجماهير. ثم غياب جبهة واسعة كوعاء للنضال الجماهيري. ما جعل الجماهير والفعل النضالي دون بوصلة وسط تخطيط ومناورات المخزن.
وعلى مستوى المغرب فقد أشار المتدخل إلى مطبات الحراك تجسدت في الدور الخطير الذي لعبه حزب العدالة والتنمية في خدمة مخطط المخزن للإلتفاف على حركة 20 فبراير ومطالبها وشبهه بالخدمة التي قدمها البعض (في إشارة غلى الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية) في السابق خلال نهاية التسعينيات لإخراج المخزن من سكتته القلبية وضمان سلاسلة انتقال الحكم عبر حكومة التناوب. وكذلك انسحاب جماعة العدل والإحسان من حراك 20 فبراير الذي كان خطأ فادحا ندفع ثمنه الآن. وتذبذب جزء من اليسار وافتقدا الجزء الآخر لاستراتيجية التغيير مما عمق التناقضات وفجر الحركة وساهم في فشل الوحدة الشعبية.
ثم بعد ذلك انتقل عبد اللطيف زروال إلى التذكير بأهم سمات الوضع الراهن ببلادنا والتي لخصها في : انهيار أخر أوهام ديمقراطية المخزن وفشل مشروعه، وكذلك ما تشهده البلاد من نهوض جماهيري ونضالي مهم. ثم الهجومات المتتالية من طرف المخزن على حقوق ومكتسبات الجماهير الشعبية. وأكد أن هذا الوضع يطرح في تقدير شبيبة النهج الديمقراطي تحدين رئيسين:
-
بناء ميزان قوى لصالح لشعب المغربي للتصدي لهذا الهجوم وانتزاع حقوق وكتسبات أخرى.
-
استرجاع قيمة وراهنية وأهمية العمل المنظم.
مما يتطلب تحقيق أربعة رهانات هي :
-
رهان إعادة بناء النضال الشبابي والجماهيري على أسس وحدوية.
-
رهان بلورة جبهة ميدانية موحدة للنال ضد المخزن والاستفادة من تجربة 20 فبراير.
-
رهان بدائل شبيبية تلف حولها أكبر عدد ممكن من الجماهير.
-
رهان خلق حوار عمومي جاد بين مختلف القوى الحية لأجل العمل الجاد على إسقاط المخزن.